للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منها بقيام ليلة القدر» (١). والنّهّاس بن قهم ضعفوه. وذكر الترمذي عن البخاري أنّ الحديث يروى عن قتادة عن سعيد مرسلا.

وروى ثوير بن أبي فاختة - وفيه ضعف - عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «ليس يوم أعظم عند الله من يوم الجمعة ليس العشر؛ فإنّ العمل فيها يعدل عمل سنة». وروى أبو عمرو النيسابوري في «كتاب الحكايات» بإسناده، عن حميد، قال: سمعت ابن سيرين وقتادة يقولان: صوم كلّ يوم من العشر يعدل سنة. وقد روي في المضاعفة أكثر من ذلك؛ فروى هارون بن موسى النّحوي، قال: سمعت الحسن يحدّث عن أنس بن مالك، قال: كان يقال في أيّام العشر: بكلّ يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف. قال الحاكم:

هذا من المسانيد التي لا يذكر سندها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

وروي في المضاعفة أقلّ من سنة، قال حميد بن زنجويه، حدثنا يحيى بن عبد الله الحرّاني، حدثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «صيام كلّ يوم من أيّام العشر كصيام شهر» (٢). وهذا مرسل ضعيف الإسناد. وروى عبد الرزّاق في كتابه عن جعفر، عن هشام، عن الحسن، قال: صيام يوم من العشر يعدل شهرين (٣). وقال عبد الكريم عن مجاهد: العمل في العشر يضاعف.

وفي المضاعفة أحاديث أخر مرفوعة، لكنها موضوعة، فلذلك أعرضنا عنها وعمّا أشبهها من الموضوعات في فضائل العشر، وهي كثيرة. وقد دلّ حديث


(١) أخرجه: الترمذي (٧٥٨)، وابن ماجه (١٧٢٨).
وراجع: «علل الدارقطني» (٩/ ١٩٩ - ٢٠٣).
(٢) عزاه في «كنز العمال» (١٢١١٧) إلى ابن زنجويه فقط.
(٣) أخرجه: عبد الرزاق في «مصنفه» (٨١٢٦).

<<  <   >  >>