للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: «ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجّة»، وقد تقدّم. ورويناه من وجه آخر بزيادة، وهي: «ولا ليالي أفضل من لياليهنّ».

قيل: يا رسول الله، هنّ أفضل من عدتهنّ جهادا في سبيل الله؟ قال: «هنّ أفضل من عدتهنّ جهادا في سبيل الله، إلاّ من عفّر وجهه تعفيرا. وما من يوم أفضل من يوم عرفة». خرّجه الحافظ أبو موسى المديني من جهة أبي نعيم الحافظ بالإسناد الذي خرّجه به ابن حبان.

وخرّج البزار وغيره من حديث جابر أيضا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: «أفضل أيام الدّنيا أيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا مثلهنّ في سبيل الله؟ قال:

ولا مثلهنّ في سبيل الله، إلاّ من عفّر وجهه بالتراب» (١). وروي مرسلا، وقيل: إنه أصحّ. وقد سبق ما روي عن ابن عمر، قال: ليس يوم أعظم عند الله من يوم الجمعة، ليس العشر. وهو يدلّ على أنّ أيامّ العشر أفضل من يوم الجمعة الذي هو أفضل الأيام.

وقال سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن كعب، قال: اختار الله الزّمان، فأحبّ الزّمان إلى الله الشهر الحرام، وأحبّ الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجّة، وأحبّ ذي الحجّة إلى الله العشر الأول. ورواه بعضهم عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، ورفعه؛ ولا يصحّ ذلك.

وقال مسروق في قوله تعالى {وَلَيالٍ عَشْرٍ} [الفجر: ٢]: هي أفضل أيّام السنة (٢). خرّجه عبد الرزاق وغيره. وأيضا فأيّام هذا العشر يشتمل على يوم عرفة. وقد روي أنّه أفضل أيّام الدنيا، كما في حديث جابر الذي ذكرناه، وفيه: «يوم النّحر». وفي حديث عبد الله بن قرط، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال:


(١) أخرجه: البزار (١١٢٨ - كشف)، والشجري في «الأمالي» (٢/ ٦٢).
(٢) أخرجه: عبد الرزاق في «مصنفه» (٨١٢٠).

<<  <   >  >>