للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رميت ببعد منك إن كنت كاذبا … وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرح

وإن كان شيء في البلاد بأسرها … إذا غبت عن عيني لعيني يملح

فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل … فلست أرى قلبي لغيرك يصلح

لمّا قدم النبي صلّى الله عليه وسلّم المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «إنّ الله قد أبدلكم يومين خيرا منهما؛ يوم الفطر، والأضحى» (١). فأبدل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يومي الذّكر والشّكر والمغفرة والعفو.

ففي الدنيا للمؤمنين ثلاثة أعياد: عيد يتكرّر كلّ أسبوع، وعيدان يأتيان في كلّ عام مرّة مرة، من غير تكرر في السنة.

فأمّا العيد المتكرّر، فهو يوم الجمعة، وهو عيد الأسبوع، وهو مترتب على إكمال الصّلوات المكتوبات؛ فإنّ الله عزّ وجلّ فرض على المؤمنين في كلّ يوم وليلة خمس صلوات، وأيام الدنيا تدور على سبعة أيام، فكلّما كمل دور أسبوع من أيام الدنيا، واستكمل المسلمون صلواتهم فيه، شرع لهم في يوم استكمالهم - وهو اليوم الذي كمل فيه الخلق، وفيه خلق آدم وأدخل الجنّة وأخرج منها، وفيه ينتهي أمد الدنيا فتزول وتقوم الساعة، وفيه الاجتماع على سماع الذّكر والموعظة وصلاة الجمعة -، وجعل ذلك لهم عيدا؛ ولهذا نهي عن إفراده بالصّيام.

وفي شهود الجمعة شبه من الحجّ، وروي أنّها حجّ المساكين (٢). وقال سعيد بن المسيّب: شهود الجمعة أحبّ إليّ من حجة نافلة.


(١) أخرجه: أحمد (٢٥٠، ٢٣٥، ١٧٨، ٣/ ١٠٣)، والنسائي (٣/ ١٧٩).
(٢) تقدم، وأنه حديث موضوع.
وراجع: «السلسلة الضعيفة» (١٩١) (١٩٢).

<<  <   >  >>