لا تدعو؟ فقال: ثمّ وحشة. فقيل له: هذا يوم العفو عن الذّنوب، فبسط يديه ووقع ميتا.
حدا بها الحادي إلى نعمان … فاستذكرت عهدا لها بالبان
فسالت الرّوح من الأجفان … تشوّقا إلى الزّمان الفاني
غيره:
قد لجّ بي الغرام حتّى قالوا … قد جنّ بهم وهكذا البلبال
الموت إذا رضيته سلسال … في مثل هواك ترخص الآجال
وقف بعض الخائفين بعرفات، وقال: إلهي، النّاس يتقرّبون إليك بالبدن، وأنا أتقرّب إليك بنفسي، ثم خرّ ميتا.
للناس حجّ ولي حجّ إلى سكني … تهدى الأضاحي وأهدي مهجتي ودمي
ما يرضى المحبّون لمحبوبهم بإراقة دماء الهدايا، وإنما يهدون له الأرواح.
أرى موسم الأعياد أنس الأجانب … وما العيد عندي غير قرب الحبائب
إذا قرّبوا بدنا فقرباني الهوى … فإن قبلوا قلبي وإلاّ فقالبي
وما بدم الأنعام أقضي حقوقهم … ولكن بما بين الحشا والتّرائب
كان أبو عبيدة الخوّاص قد غلب عليه الشوق والقلق حتى يضرب على صدره في الطريق، ويقول: وا شوقاه إلى من يراني ولا أراه. وكان بعد ما كبر يأخذ بلحيته ويقول: يا ربّ، قد كبرت فأعتقني. ورئي بعرفة وقد ولع به الوله وهو يقول:
سبحان من لو سجدنا بالعيون له … على حمى الشّوك والمحمى من الإبر
لم نبلغ العشر من معشار نعمته … ولا العشير ولا عشرا من العشر
هو الرفيع فلا الأبصار تدركه … سبحانه من مليك نافذ القدر