للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خرّج الترمذي من حديث أبي سعيد مرفوعا: «من أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنّة، ومن سقاه على ظمإ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، ومن كساه على عري كساه الله من خضر الجنة» (١).

وروى ابن أبي الدنيا بإسناده، عن ابن مسعود، قال: «يحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قطّ، وأجوع ما كانوا قطّ، وأظمأ ما كانوا قطّ؛ فمن كسا لله عزّ وجلّ كساه الله، ومن أطعم لله أطعمه الله، ومن سقى لله سقاه الله، ومن عفا لله عفا الله عنه» (٢).

ومن فضائل الشتاء أنّه يذكّر بزمهرير جهنّم، ويوجب الاستعاذة منها.

وفي حديث أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: «إذا كان يوم شديد البرد، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله، ما أشدّ برد هذا اليوم! اللهم، أجرني من زمهرير جهنّم، قال الله تعالى لجهنم: إنّ عبدا من عبيدي استجار بي من زمهريرك، وإنّي أشهدك أنّي قد أجرته. قالوا: وما زمهرير جهنّم؟ قال: بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدّة برده» (٣).

قام زبيد الياميّ ذات ليلة للتهجّد، فعمد إلى مطهرة له كان يتوضّأ منها، فغمس يده في المطهرة، فوجد الماء باردا شديدا كاد أن يجمد من شدّة برده؛ فذكر الزمهرير ويده في المطهرة، فلم يخرجها حتى أصبح، فجاءت جاريته وهو على تلك الحال، فقالت: ما شأنك يا سيدي؟ لم تصل الليلة كما كنت


(١) أخرجه: أبو داود (١٦٨٢)، والترمذي (٢٤٤٩)، وقال: «غريب، وقد روي هذا عن عطية عن أبي سعيد موقوف، وهو أصح عندنا وأشبه».
(٢) في (ص، ب): «أعفاه الله».
(٣) أخرجه: السهمي في «تاريخ جرجان» (٩٧٨) عن لاحق بن حسين المقدسي وهو وضاع، وانظر ترجمته في «لسان الميزان».

<<  <   >  >>