للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل بين الدّفيء والصّيف وأنواؤه السّماكان الأوّل الأعزل والآخر الرّقيب، وما بين السّماكين صيف أربعين ليلة. ثم الحميم وهو نحو من خمس عشرة ليلة إلى عشرين عند طلوع الدّبران وهو بين الصّيف والخريف وليس له نوء. ثم الخريف وأنواؤه النّسران، ثم الأخضر ثم عرقوتا الدّلو الأوليان ولكل مطر من الوسمي إلى الدّفيء ربيع.

وإنّما هذه الأنواء في غيبوبة هذه النّجوم. قالوا: فأوّل القيظ طلوع الثّريّا وآخره طلوع سهيل. وأوّل الصفريّة طلوع؟ وآخره طلوع السّماك. وفي أول الصّفرية أربعون ليلة يختلف حرّها وبردها، وتسمّى المعتدلات. ثم أوّل الشّتاء طلوع السماك وآخره وقوع الجبهة، وأوّل الدفيء وقوع الجبهة وآخر الصّرفة، وأول الصّيف السّماك الأعزل وهو الأول وآخر الصّيف السّماك الآخر، الذي يقال له الرّقيب، وبينهما أربعون ليلة أو نحوها انتهت الحكاية.

قال ابن كناسة: أعلم العرب بالنّجوم بنو مارية من كلب، وبنو مرة بن همام من بني شيبان، وذكر عنهم أنّ أول الأنواء الدّلو، ونوؤه محمود، وهو أوّل الوسمي ثم بطن الحوت ولا يذكر نوؤه لغلبة ما قبله عليه، ثم الشّرط محرك الراء ويثنّى ويجمع عرفها يونس وغيره وقال:

ولا روضة غنّاء غضّ نباتها ... يجود بشتياها لها الشّرطان

وقال العجّاج في الجمع:

من باكر الأشراط أشراطي ... من الرّبيع انقضّ أودلوي

وقال ذو الرمة:

قرحاء حواء أشراطية وكفت ... فيها الرّباب وحفّتها البراعيم

قوله: حواء يريد هي من الخضرة سوداء، وجعلها قرحاء لأنوارها، جعلها كقرحة الفرس، ونوؤه محمود. ثم البطن وبعضهم يقول: البطين ونوؤه غير محمود، ولا مذكور، ثم الثّريّا ونوؤه مقدّم في الحمد، وروي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا طلعت الثّريّا ارتفعت العاهة» . ولذلك لا يقبل بالحجاز قول من ادّعى عاهة في ثمرة اشتراها بعد طلوع الثّريّا. ثم الدّبران وهو مكروه النّوء؛ ثم الهقعة ولا يذكر نوؤه منفردا، فهذه منازل كلّ الوسمي وهي خمسة فليس قبل الفرغ المؤخر وسمي، ولا بعد الثّريّا وسمي، وهي أوّل أنواء الخريف.

وسمّوا النّوئين الباقيين وليا، وهما الدّبران والهقعة.

ثم أوّل الرّبيع وأنواؤه سبعة: الأربعة الأولى شتية وهي الهنعة ونوؤه لا يذكر، والذّراع ونوؤه مقدم مذكور، والنثرة ونوؤه محمود، والطّرف ونوؤه لا يفرد بالذكر، والثّلاثة الباقية

<<  <   >  >>