للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يومين منه يطلع الطّرف ويسقط سعد بلع ويقوم سوق بيت جبرين «١» ويطلع سهيل ولا يرى بالعراق. وفي خمس عشرة منه تطلع الجبهة، ويسقط سعد السّعود وفيها يبرد آخر اللّيل ويرتفع سهيل، حتى يرى بالعراق وتطيب البوارح وإن تخلّلها السّمايم ويهيج الزّكام، ويكون فيه عيد عسقلان، وهو عيد كبير جامع للنّصارى. وهو يوم ماتت مريم بنت عمران فيما يزعم أهل الكتاب. ويبرد جوف الأرض، ويرجى فيه المطر بالسّند. وفي أربع وعشرين يكون النّهار ثلاث عشرة ساعة، وهو أول الشّتاء، والعرب تسمّي ذلك الزّمان الخريف. وفي ثمان وعشرين منه يطلع الخراتان، ويسقط سعد الأخبية، وتهب الشّمال، وهو فيما يذكرون يوم قتل يحيى عليه السلام، وهو آخر يوم من القيظ، وفيه تسقط المنّ والسلوى بأرض الشّام وأرض بني إسرائيل.

[أيلول]

سلطان المرة السّوداء، ثلاثون يوما، آيته سبعة، وهو بالفارسية مرداد ماه، آيته اثنان، وله من البروج السّنبلة برج ذو جسدين أرضي أنثى، وهو بيت عطارد وشرفه وهبوط الزّهرة، وربّه بالنّهار الزّهرة، وباللّيل القمر ويشاركه باللّيل والنّهار المرّيخ. الإقليم الشّام والجزيرة، وله من النّجوم ثلث الصّرفة والعوّاء والسّماك. في ثلث منه توقد النّار بآذربيجان وبكل أرض باردة. ويقوم سوق منيح بالجزيرة، وسوق هر مردان بجند نيسابور. وهو رأس سنة اليهود، وتزرع فيه البقول الشّتوية، ويسقط النّدى، وتتحرك أول الشّمال. ولعشر منه يطلع الغفر ويسقط مقدّم الدّلو. ويزرع أهل مصر والجزيرة. ولثلاث عشرة منه يكون عيد الصّليب وهو الصّوم الأكبر. وتجري فيه ريح شديدة الهبوب، يتّقى فيها على السّفن، ولإحدى وعشرين يبني النصارى في كنائسهم، يريدون بذلك تقويم قبلتهم، وفيه يقوم سوق رحبة بالجزيرة وسوق بردرايا بالسّوس، ويقوم سوق اسبايريار بتستر أسبوعا. ولأربع وعشرين تطلع العواء ويسقط مؤخّر الدّلو، ويستوي اللّيل والنّهار، ويجري الماء في فروع الشجر، وهو آخر القيظ وأوّل الخريف وأوّل الصّرام بالبصرة. وقال أبو عبد الله أول نجوم القيظ والبوارح الثّريا، وسهيل، وإذا مضى سهيل آخرها وإذا مضى سهيل طالت الأظماء، وبرد اللّيل، فإذا طلعت الجبهة انكسر الحر وامتد الظّماء، وتباعدت الإبل في مراعيها، ويكثر الكرش ويغلظ فيمسك الماء ويطول لذلك ظمؤها، وإذا قصر الظّماء رعت حول الماء، فإذا طلعت الصّرفة فهو انقطاع الحرّ وتحرّك ريح الشّتاء، ثم نجوم القر الشّديد وأوّلها سقوط الذّراع، فإذا سقطت الجبهة سخفت الأرض ولانت على الماشي وأطلعت الأرض ذخائر وسميّها من النّبات، واختلفت الإبل في مراعيها يعني تباعد بعضها من بعض. ونظرت الأرض بإحدى عينيها فإن

<<  <   >  >>