عشرة ساعة يوما واحدا وليلة واحدة، ثم يزيد النّهار وينقص اللّيل إلى أن يمضي من حزيران اثنتان وعشرون ليلة، وذلك بعد أربع وتسعين ليلة من وقت اعتدالهما فينتهي طول النّهار، وينتهي قصر اللّيل، وينقضي فصل الرّبيع، ويدخل الفصل الذي يليه وهو الصّيف، ودخول الصّيف بحلول الشّمس برأس السّرطان ونجومه النّثرة والطّرف والجبهة والزّبرة والصّرفة والعوّاء والسّماك.
ثم يأخذ اللّيل في الزّيادة والنّهار في النّقصان إلى ثلاث وعشرين تخلو من أيلول، وذلك ثلاث وتسعون ليلة، وعند ذلك يعتدل اللّيل والنّهار ثانية ويكون كلّ واحد منهما اثنتي عشرة ساعة، يوما واحدا وليلة واحدة، وينقضي فصل القيظ ويدخل فصل الخريف، ودخول فصل الخريف بحلول الشّمس رأس الميزان ونجومه الغفر- والزّباني- والإكليل- والقلب- والشّولة- والنّعايم- والبلدة.
ثم يأخذ اللّيل في الزّيادة والنّهار في النّقصان، إلى أن يمضي من كانون الأول واحد وعشرون يوما، وذلك تسع وثمانون ليلة، وعند ذلك ينتهي طول اللّيل وينتهي قصر النّهار، وينقضي فصل الخريف، ودخول فصل الشّتاء بحلول الشّمس رأس الجدي ونجومه: سعد الذّابح- وسعد بلع- وسعد السّعود- وسعد الأخبية- والفرع المقدّم والفرع المؤخر- وبطن الحوت-. ويأخذ النّهار في الزّيادة واللّيل في النّقصان إلى أن تعود الشّمس إلى رأس الحمل ويعتدل اللّيل والنّهار، وينقضي فصل الشّتاء وذلك تسع وثمانون ليلة وربع، فجميع أيام السّنة على هذا العدد ثلاث مائة وخمسة وستون يوما وربع، لا يتغيّر ولا يزول على مرّ الدّهر.
وقد بيّنا فيما مضى أنّ السيارات سبعة وأخبرنا أنها هي التي تقطع البروج والمنازل فهي تنتقل فيها مقبلة ومدبرة، لازمة لطريق الشّمس أحيانا وناكبة عنها أحيانا، إمّا في الجنوب وإمّا في الشّمال، ولكلّ نجم منها في عدوله عن طريقة الشّمس مقدار إذا هو بلغه عاود في مسيره الرّجوع إلى طريقة الشّمس، وذلك المقدار من كلّ نجم منها مخالف لمقدار النّجم الآخر.
فإذا عزلت هذه النّجوم السّبعة عن نجوم السّماء سمّيت الباقية كلّها ثابتة، تسمية على الأغلب من الأمر لأنّها وإن كانت لها حركة مسير فإنّ ذلك خفي يفوت الحس، إلّا في المدّة الطّويلة، وذلك لأنّه في كلّ مائة عام درجة واحدة فلذلك سمّيت ثابتة.
واعلم أنّ الطّلوع والغروب، وتفصيل اللّيل والنّهار، والمشارق والمغارب قد قال الله تعالى: رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ