للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على دبر الشّهر الحرام لأرضنا ... وما حولها جدت سنون تلفّع

وقوله تعالى: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ*

[سورة يوسف، الآية: ٢٢] أي منتهى شبابه وقوّته واحدها شدّ مثل فلس أو شد مثل فلان ودي، والقوم أودى، أو شد مثل نعمه وأنعم، ومعناه قال مجاهد: ثلاثا وثلاثين سنة واستوى معناه أربعين سنة، قالوا: وأشد اليتيم ثماني عشرة سنة. قال أبو زيد: يقال: هو الأشد وهي الأشد، وفي القرآن: حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً

[سورة الأحقاف، الآية: ١٥] .

قال الفرّاء: الأشد هنا هو الأربعون أقرب إليه في النّسق، وأنت تقول: أخذت عامّة المال، إذ كلّه لا يكون أحسن من أن يقول: أخذت أقلّ المال، أو كلّه وأنشد المفضّل في شدّ:

عهدي به شدّ النّهار كأنّما ... خضب اللّبان ورأسه بالعندم

وعند أكثر أصحابنا البصريّين أنّ الأشدّ واحد، وأنّه شاذ لأنّه لم يجيء أفعل في الواحد.

وقوله تعالى: أَحْسَنُ مَقِيلًا

[سورة الفرقان، الآية: ٢٤] من القائلة وهو الاستكنان في وقت انتصاف النّهار، وجاء في التّفسير لا ينتصف النّهار يوم الجمعة حتّى يستقرّ أهل الجنّة في الجنّة وأهل النّار في النار، فتحين القائلة، وقد فرغ من الأمر فيقيل كل من الفريقين في مقره.

السّنون التي دعا النّبي صلى الله عليه وسلم فيها على مضر وقال: «اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها سنين كسني يوسف» يقال: كان النّاظر منهم يرى بينه وبين السّماء دخانا من شدّة الجوع، ويقال: بل قيل للجدب دخان، حتّى قيل في قوله تعالى: بِدُخانٍ مُبِينٍ

[سورة الدّخان، الآية: ١٠] أي جدب، ليبس الأرض، وارتفاع الغبار، فشبّه ذلك بالدّخان، ومن مجازهم واتّساعهم: ارتفع له دخان إلى السّماء هذا لبشر وذلك إذا علا.

<<  <   >  >>