للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وقال البصريّون والكوفيّون) جميعا الشّهور كلّها ذكران إلّا جمادى: لجمود الماء فيها. ويقال: (رجب) ورجبان وأرجاب وأراجيب وأرجبة وسمّي رجبا لترجيبهم آلهتهم فيه، والتّرجيب: أن يعظّموها ويذبحوا عنها، وكانوا يعظّمون الشّهر أيضا وقال الشّاعر: لإبل من أجل وأرجب. ويقال له: شهر الله الأصم، ومنصل الال بعد ما مضى غير دأداء، وقد كاد يذهب، وذلك لقعودهم فيه عن الغزو والكف عن الغارة فلا يسمع فيه قعقعة سلاح، ولا تداعي أبطال، ولا استصراخ لغارة، ويقال: رجبت الأمر إذا هبته وعظّمته، ومنه قيل في المثل: أنا جذيلها المحكّك وعذيقها المرجّب.

وقال أبو داود: صادفن منصل آلة في فلتة فجرين سرجا. ويقال للّيلة التي لا يدري أهي من الشّهر الحرام أو الحلال فلتة. و (شعبان) وشعبانات وشعابين وسمّي شعبان لتشعّب القبائل فيها واعتزال بعضهم بعضا.

ورمضان ورمضانات ورماضين وسمّي رمضان لشدّة وقع الشّمس وتناهي الحرّ فيه ويقال: هذا شهر رمضان وهذا رمضان وقال شعرا:

جارية في رمضان الماضي ... تقطع الحديث بالإيماض

أي إذا ابتسمت: قطع النّاس حديثهم ناظرين إليها وإلى ثغرها ومستملحين كلامها ومثل هذا قول الآخر:

ديار التي كادت ونحن على منّى ... تحلّ بنا لولا نجاء الرّكائب

والمعنى: كادت تصرفنا عن مقصدنا اشتغالا، لولا استعجال النّاس، قال الفرّاء:

وكان أبو جعفر الفارسي يروي عن المشيخة أنّهم كرهوا جمع رمضان يذهبون إلى أنّه اسم من أسماء الله تعالى، والله أعلم بهذا.

وشوّال وشوّالان وشوّالات وشواويل وسمّي بذلك لشولان الإبل بأذنابها عند اللّقاح، ويقال سمّي بذلك لأنّ الألبان تشول فيه وتقل. ويقال: شال اللّبن وشال الميزان إذا خفّا.

وذو القعدة وذواتا القعدة وذوات القعدة، سمّي بذلك لقعودهم في رحالهم لا يطلبون كلأ ولا ميرة.

وذو الحجّة وذوات الحجّة لحجّهم وقالوا: ذواتا القعدتين، وذوات القعدات وكذلك قيل في ذي الحجّة، ويقال: شهر ناجر لشدّة الحر، ومنه نجر من الماء إذا جعل يشرب فلا يروى وأنشد شعرا:

ويوم كأنّ الشّمس فيه مقيمة ... على البيد لم تعرف سوى البيد مذهبا

<<  <   >  >>