للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي يطيل الشّعر، ويكثر ويقال: أشوى الدّهر كذا أي تركه وهو من قولهم: فلان أكثر النّاس شواية أي بقية من قومه، وما أشوى لنا الدّهر له.

وحكى الدّريدي: لا آتيك حد الدّهر وعجيس الدّهر، وسجيس الأوجس وسجيس الحرس، وسجيس الأبض.

وحكى غير واحد جير مبنّية على الكسر، يراد به الدّهر وربما أجروها مجرى القسم، يقال جير لأفعلّن كذا أي حقّا لأفعلّن وأنشد شعرا:

ابني جير وإن عزّ رهطي ... بالسّويداء الغداة غريب

ومن أسماء الدّهر الخز والملاوة وقد تقدّم القول فيه، وذكر ابن الأعرابي قال أنشدني المفضّل شعرا:

وفي بني أم زبير كيس ... على الطّعام ما غبا غبيس

قال: الغبيس الدّهر وغبا: بقي.

الأصمعي: لا أفعل ذلك بأسوس الدّهر، أي: أبدا، وهذا كأنّه من قولهم في ترك اللقاء: لا آتيك ما أيس عبد بناقة، وهو أن يقول: بس بس يسكن منها للحلب، ويقال: ما زال على أست الدّهر محنونا، وعلى أسن الدّهر. ويقال: تركته بأست الدّهر، أي ولا شيء معه، وتركته بأسمر المتن: وهو متن الأرض: أي الصّحراء الواسعة. ولقيت منه أست الكلبة أي: ما كرهته، وهو أمنع من أست النّمر: للّذي لا يطلق الدنوّ منه لمناعته.

قال أبو حاتم: الدّهر سبات: أي أحوال مختلفة: سبة حرّ، وسبة برد، وسبة روح، وسبة دفيء. ويقال: أصابتنا سبة من برد أي لأشد ما يكون من القر فإن أصابك برد في آخر الرّبيع قلت: أصابتنا سبة من الرّبيع وأصابتنا سبة من حرّ وهي مثل الوقدة في نحو من عشرة أيام أو أكثر.

وحكى بعضهم: الأعرم: الدّهر، لأنّ فيه نوائب وصروفا متلوّنة، ويقال: عرم الصّبي: يعرم إذا أتى بألوان من الغيث، ويقال للأفاعي: العرم، لأنّ فيها نقطا تخالف لونها وأنشد: رؤوس الأفاعي في مساربها العرم.

فأمّا قوله: حياكه وسط القطيع الأعرم، فإنمّا يعني أنّ بعضه ما عز وبعضه ضأن، ويقال: لا أفعل ذاك حتى تحنّ الضّب في إثر الإبل الصّادرة، ولا أفعله حتى يبيض القار، ولا أفعله ما أبس عبد بناقة، وإبساسه: تحريك شفتيه. ولا أفعله ما هدهد الحمام. ولا أفعله ما صلّى على النّبي مصلّ، وما دعا الله داع. ولا أفعله ما حلب حالب أضرع الدّهر.

<<  <   >  >>