للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأنّ رجليه سماكان من عشر ... ثقبان لم يتفش عنهما النّجب

وبين يدي السّماك الأعزل أربعة كواكب على صورة النّعش يقال لها: عرش السّماك ويسمّى الخباء. وقال بعضهم: هو عرش الثّريا يقال: باتت عليه ليلة عرشية قال ابن أحمر شعرا:

باتت عليه ليلة عرشية ... شريت وبات إلى نفا متهدّد

شربت أي لجّت في المطر ومتهدّد أي متهدّم لا يتماسك.

الغفرة وهي ثلاثة كواكب بين زباني العقرب وبين السّماك الأعزل خفية على خلقة العوّاء. والعرب تقول: خير منزلة في الأبد بين الزّباني والأسد تعني الغفرة، لأنّ السّماك عندهم من أعضاء الأسد، فقالوا: ثلاثة من الأسد ما لا يضرّه الذئب يدفع عنه الأظفار والأنياب، وثلاثة من العقرب ما لا يضرّ الزّباني لدفع عنه الحمة، وهو من الغفرة وهو الشّعر الذي في طرف ذنب الأسد. وقيل سميّت الغفرة لأنّها كأنّها ينقص ضوؤها، ويقال غفرت الشيء إذا غطّيته فيكون على هذا في معنى مفعول، ويقول: شر النّتاج ما كان بعد سقوط الغفرة، ويعدّون ليلة نزول القمر به سعدا، ونوؤه ثلاث ليال، وقيل بل نوؤه ليلة وأنشد:

فلما مضى نوء الثّريا وأخلفت ... هواد من الجوزاء وانغمس الغفر

الزّباني «١» وسمّي زباني العرب وهما قرناها، كوكبان وهو مأخوذ من الزّبن وهو الدّفع، وكلّ واحد منهما عن صاحبه غير مقارن لها ونوؤها ثلاث ليال وتهبّ معه البوارح وأنشد:

ورفرفت الزّباني من بوارحها ... هيف أنشّت به الأصناع والخبر

الأصناع محابس الماء والخبر جمع خبرة وهي أرض بها السّدر ويدفع فيه الماء.

الإكليل وهي ثلاثة كواكب مصطفة على رأس العقرب ولذلك سمّيت الإكليل وكأنّه من التّكلل وهو الإحاطة، ومنه الكلالة في النّسب ونوؤه أربع ليال، وهو من العقرب وأنشد نجران العود يصف رفقاءه:

مطرفين على مثنى أيامنهم ... راموا النّزول وقد غاب الأكاليل

جمع الإكليل كأنّه جعل كلّ كوكب إكليلا ثم جمعه.

القلب: وهو كوكب أحمر نيّر سمّي القلب لأنّه في قلب العقرب، وأوّل النتاج بالبادية

<<  <   >  >>