وردن اعتسافا والثّريّا كأنّها ... على قمّة الرأس ابن ماء محلق
يدفّ على آثارها دبرانها ... فلا هو مسبوق ولا هو يلحق
الهقعة «١» وسمّيت بذلك تشبيها بهقعة الدّابة: وهي دائرة تكون على رجل الفارس في جنب، ويقال فرس مهقوع وكانوا يتشاءمون بها وهي ثلاثة كواكب تسمّى رأس الجوزاء، ونوؤه ست ليال، ولا يذكرون نوؤها إلا بنوء الجوزاء وهي غزيرة مذكورة وتسمّى الأثافي لأنها ثلاثة صغار متعينة. وقال ابن عباس لرجل طلّق امرأته عدد نجوم السّماء يكفيك منها هقعة الجوزاء. وهي ثلاث.
الهنعة «٢» وهي منكب الجوزاء الأيسر وسمّيت بذلك الأيسر من قولهم: هنعت الشيء إذا عطفته وثنيت بعضه على بعض فكأنّ كلّ واحد منهم منعطف على صاحبه. ومنه الهنع في العنق، وهو النّواء وقصر ونوؤها لا يذكر وهو ثلاث ليال إنمّا يكون في أنواء الجوزاء، ويقال: سميّت الهنعة لتقاصرها من الهقعة والذّراع المبسوطة وهي بينهما منحطّة عنهما، ويقال: أكمة هنعاء إذا كانت قصيرة وتهانع الطّائر الطّويل العنق مقاصرة عن عنقه.
الذّراع: ذراع الأسد وله ذراعان مقبوضة ومبسوطة ونوؤها خمس ليال وقيل ثلاث ليال، وهو أقلّ أنواء الأسد محمود غزير. والمقبوضة هي اليسرى سمّيت مقبوضة لتقدّم الأخرى عليها، وهي الجنوبية وبها ينزل القمر وكلّ صورة من نظم الكواكب، فميامنها ممّا يلي الشّمال، ومياسرها مما يلي الجنوب لأنّها تطلع بصدورها ناظرة إلى المغارب فالشّمال على أيمانها، والجنوب على أيسارها وقد فهم ذلك القائل، والنّجوم التي تتابع باللّيل وقتها ذات اليمين ازورار وإنمّا أزورارها على أيمانها إطافة منها بالقطب لذلك قال:
وعاندت الثّريّا بعد هدء ... معاندة لها العيّوق جار
وأحد: كوكبي الذّراع الغميصاء وهي التي تقابل العبور والمجرّة بينهما. قال أبو عمر:
وهي الغميصاء والغموص وقد يكبّر فيقال: الغمصاء ويقال لكوكبها الآخر الشمالي المرزم، مرزم الذّراع والآخر في الجوزاء قال:
ونائحة صوتها رابع ... بعثت إذا خنق المرزم
ويروى إذا ارتفع المرزم. ومرزم الجوزاء لا نوء له، وقد ذكر بالنوء على سبيل الشّعريين قال: