يعني الذّئب والعظما جمع عظيم وأنشد الأصمعيّ:
نهارهم ليل بهيم وليلهم ... وإن كان بدرا فحمة بن جمير
ويقال: هو اللّيلة التي لا يطلع فيها القمر، وروى بعضهم بيت الأعشى:
وما بالذي أبصرته العيون ... من قطع بأس ولا من فنن
وقال: معناه ولا من قرب يقال: سعى فننا وفنا أي ساعة.
ومما حكى لا يبيتنّ أحدكم جيفة ليل قطرب نهار. القطرب: دويبة تقطع نهارها بالمجيء والذّهاب.
ومن أمثالهم: دلهمس اللّيل برودا المنتجع، يقال لمن يغيب عن فراشه في غارة أو ريبة وما يجري مجراها، برودا المضجع: أي لو كان أويا الفراش لكان سخنا، وكذلك قوله: دلهمس أي ليلة أبدا مظلم لأنّه لصّ.
ويقال: أقصر الرّجل كما يقال: أمسى وأقصر إذا أخّر أمره إلى العشي، أو جاء في ذلك الوقت. قال: حتى إذا أبصرته للمقتصر، وقصر الشّيء غايته هو الأصل. قال: كلّ من بان قصره أن يسيرا.
ويقال: بات فلان بليلة القدّ بالدّال والذّال جميعا، وهو القنفذ، ويقال: إنه لا ينام لذلك قال شعرا:
قوم إذا دمس الظّلام عليهم ... حدجوا قنافذ بالنميمة تمزع
ويقال: ما بقي من النّهار إلا نوّة حتى كان كذا أي ساعة. ومنه ذهب توّا أي: منفردا.
وممّا يجري مجرى المثل قوله: أسائر اليوم وقد زال الظهر. أي: أباقي اليوم من سير يسير وسار يسير أي بقي فكأنّه قال: أتنتظر حاجتك غابر يومك وقد مضى أكثره ولم يقض لك.
ويقال: لقيته غارضا باكرا من الغريض الطّري.
ويقال: لقيته غدوة غدوة وبكرة بكرة، وإنه ليخرج غدية وبكيرة غير مصروف وأتيته في سفر الصّبح، وفلقه وفرقه، ولقيته عند التّنوير والإنارة، وأتيته حين الصّبح وحين صدع.
ويقال: أتيته أمسية كلّ يوم، وأصبوحة كلّ يوم، وصبحة كلّ يوم وصباحة كلّ يوم، وأتيته في فناء النّهار وذكائه، وروق النّهار، وفي ريقه وأنشد ابن الأعرابي:
والله لا وبيض دمج ... أهون من ليل قلاص تمعج
مخارم اللّيل لهنّ بهرج ... حتى ينام الورع المزنج