للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أسمائها: الجرباء، والخلقاء وكأنّها سمّيت خلقاء لملاستها كالخلقاء من الحجارة قال:

وخوت جربة السّماء فما ... لشرب أرويه بمري الجنوب

وخوت: أخلقت، وقال الهذلي:

أرته من الجرباء في كلّ منظر ... طبابا فمثواه النّهار المراكد

ويقال في الجربة ما زرع من الأرض، وكأنّها إنما سميت جرباء لما فيها من آثار المجرة كأنّها الجرب.

ومن أسمائها: الكحل والمشهور في الكحل أنّها السّنة المجدبة. قال:

قوم إذا صرّحت كحل بيوتهم ... عزّ الذّليل ومأوى كلّ قرضوب

وقال يونس: يشهد للكحل أنها السّنة قوله:

بات عرار يكحل فيما بيننا ... والحقّ يعرفه ذووا الألباب

وهذا مثل وقيل: أصله أنّ عرار يراد به ما يعرّ من الشّر، وكحل: سنة شديدة، والمعنى استوينا فيما أصاب به بعضنا بعضا من الشّدة والمكروه، ويقال: اركب عرعرك أي صعب أمرك.

وحكي عن الأعراب أنّ عرارا وكحلا بقرتان كانتا في مرج، فقتلت كحل عرارا فجاء صاحبها فقتل كحلا ووقع الشّر بين صاحبيهما وناديا إلى القتال، فقال النّاس: بات عرار بكحل فما القتال؟ أي في كلّ واحد ما يبوء بدم الآخر.

وعنان السّماء: نواحيها والواحد عنو. وقال الدّريدي: لا أعرف أعنانا، وعنان السّماء ما عنّ لك أي عرض، ويقال: بلغ فلان عنان السّماء للعالي المحل، ومنه قولهم: جمعتهم في عنن أي في سنن. وقول الشّماخ بعدما جرت في عنان الشّعريين الأماعز، هو معانتها لهما يصف شدّة الحر. وأما قول الآخر: عنان الشّمال لا يكونن أضرعا، فالمراد معانة الشّوم وهو التّعرض.

ومن أسماء السّماء: (الرقيع) يقال: ما تحت الرقيع أرقع من فلان وهو علم كزيد وعمرو. وذكر بعضهم أنه إنمّا سمّي السّماء الرّقيع لأنها الشيء الذي رقعت به الأرض: أي جعلت مشتملة على الأرض. وجاء في الحديث: «من فوق سبعة أرقعة» .

قال: وسمّيت خلقاء: لأنها ملساء. فإن قيل: كيف تكون جرباء وتكون ملساء. قيل:

<<  <   >  >>