ويقال: كان في الأرض تقاطير غيث إذا كانت بها أمطار قليلة في كلّ ناحية قال أبو علي: قال الضّبي والغنوي: يقال: أقاطير وتقاطير من الرّبيع، وقال طفيل:
أرى إبلي تأتي الحياض وآلفت ... تقاطير وسمي وإحناء مكرع
ويقال للرّجل إذا ظهر بوجهه بثور، ظهر به تقاطير الشباب، وحكي أنّه سئل أبو العبّاس ثعلب عن قول بشّار:
إذا ما غضبنا غضبة مضرّية ... هتكنا حجاب الشّمس أو قطرت دما
فيقال: معناه حاربنا حتى لم يكن حرب، فلم يكن للشّمس حجاب، وحجابها الغبار قال السائل: فرددته على أبي العبّاس المبّرد فقال: ما يدري الخرنوبي ما هذا إنمّا يقال:
اشتدّت الحرب أوّلا، ثم سعينا بينهم فأصلحنا ما فسد فسقط الغبار فكأنّهم هتكوا حجاب الشّمس، قال فعدت إلى ثعلب فأوردت عليه، فقال: ما للخلدي ولهذا، خذ ما أقول، قال أبو عبد الله الطّوال والأموي هتكنا حجاب الشّمس معناه خلّينا عن أنفسنا وتركناها لها ذكرا واضحا كوضوح الشّمس بفعلنا، وقوله: أو قطرت دما، كما يقال: كان ذلك فيما مطرت السّماء دما أي لم يكن يلتفت إليه، قال: وما سمعته في الأبيات إلّا من ابن الأعرابي ما سمعت كان ذلك، فمطرت السّماء دما إنمّا يقال في النّعي، فرجعت إلى المبرد، فقال:
هؤلاء أعلم منه وحقط وحقل حين عدت إليه وتركني، ودخل داره، ويقال: بات بليلة سوء من اللّيالي الشّوامت.
قال النّابغة:
فارتاع من صوت كلاب فبات له ... طوع الشّوامت من خوف ومن صرد
أي ما أطاع الأعداء وسرّها وفسّر بعضهم على أن الشّوامت في البيت هي القوائم والمعنى بات له ما أطاع الشّوامت لأنّها عبدت طول اللّيل.
وقال أبو زيد: يوم أرونان وقسقاس وقسي وعصبصب وعصيب وقماطر ومقمطر وعماس. وقال الأصمعي: من العماس قولهم: أتانا بمعمسات أي أمور علويات خفيّات، وقال الخليل: العماس كلّ ما لا يقام له، ويوم عماس وعموس وقد عمس عماسة وعموسا.
ويقال: يوم باسل: ومفلق وفلق وذكر ومذكر وأشتع وأشهب ومظلم وذو كواكب، ويوم معمعاني وأروناني بعيد ما بين الطّرفين، وقال بعضهم: يوم أرونان شديد صعب ولا فعل له وليلة أرونانة. قال الجعدي: