يدل على أنّ الفخت الضّوء لا الظّل أن الفاختة سمّيت لفخت القمر ومنه الصّبغ الفاختي.
وكذلك ذكره أبو عبيدة والكسائي، ويقال: جاء تيفاق الهلال، وتوفاق الهلال، وتوفق الهلال، وميفاقه أي لوقته، وحين وجاء على نفته ونافته، وعلى أفاته أي لوقته.
وأخبر أبو عمر بن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: هو القمر- والطّوس- والجلم- والجيلم والأرسلم- والباهر- والزّبرقان- والرّباض- والبدر- والسّمار والمتّسق والبادر- والغاسق.
قال ابن الأعرابي: ويقال للهلال: الأزميم- وابن ملاط- وابن مزنة- قال شعرا:
كأنّ ابن مزنة طلع جانحا ... فسيط لدى الأفق من خنصر
قال: ويقال له الأزميم إذا دفق. قال: كأنما شخصها في الآل أزميم. وزعموا أنّ أعرابية قالت لزوجها: لقد رأيت الأزميم بوجهك فما رأيت خيرا.
ويقال: قمر سنمار إذا كان مضيئا، وقمر سنمان بالنّون أيضا.
قال أبو عمرو: أخبرني السيّاري عن قوله في الغاشق أنّه القمر. وقلب الغسق عند العرب السّواد، قال: إنما قال: تعوّذي بالله من شرّ هذا الغاسق أي من شرّه إذا انكسف فهو آية ويسود، فمعناه يا عائشة افزعي إلى الصلاة واستعيذي بالله من شرّ هذه الآية إذا رأيتها، قال ابن الأعرابي وأنشد نصر والأسديون شعرا:
ومستنبت لا بالهلال نباته ... وما أن تلاقت باسمه الشّفتان
له شامة سوداء في حرّ وجهه ... مجللة لا ينقضي لأوان
ويدرك في تسع وستّ شبابه ... ويهرم في سبع معا وثمان
قال: هو الهلال لأنّه ثبت بلا سقي ذكر الشفتان لأنّه ليس في اسم الهلال من الحروف التي ينضم عليها الشّفتان شيء وحرّ الوجه ما بدا منه ومنه قوله:
كريمة حر الوجه غير المحسر
وحكى ثعلب عن أبي مسجل عن الكسائي أهلّ الهلال واستهلّ، ولا يقال: هلّ ولا أهللنا الهلال. والحمرة التي يغيب فيها القمر يقال لها: الندأة. قال الفزاري والجمع ندى ثلاثة، أخط أحمر بين أخضرين، فإذا رأيتها فتق بالمطر من غرب أو شرق بإذن الله عز وجل. قال ثعلب: الأخط جمع خط كما يقال: صل وأصل وشد وأشد. وغرة الشهر أوّل ليلة، لأنّ الهلال في أوّله كالغرة في وجه الفرس. وتقول العرب للحجر البراق: هو بصاقة القمر، وقيل بصاق وبصق. والبلماء ليلة البدر.