فيضرب على خواصرها خوف أن يحبط فيبعد أفقها- والأفق الخواصر. قوله: عمد ثراها العمد أن يجاوز الثّرى المنكب.
ويقال: إنّ ذلك حيا سنتين. قوله: عقدت تناهيها: فالتناهي حيث يتناهي السّيل فيستقر فعقدها أن يمر السّيل مقبلا حتّى إذا انتهى منتهاه. دار بالأبطح حتى تلتقي طرفا السّيل، ووثقوا بصائرتها: يراد بها ماؤها وكلأؤها.
وقال الأصمعي: وصف بعض الأعراب جدبا وعيشا، فقال: بينما نحن في زمن أعجف- وأرض عجفاء- وقف غليظ- وجادة مدرعة- إذ أنشأ الله سحابا مستكفا نشوءه- ضخاما قطره، مسبلة عزاليه- جعود صوبه فاهرمع المطر حتى ملأ الأودية، فرعبها وبلغ السّيل النّجاء حتّى لم ير إلّا الماء. وصهوات الطّلح فلم يمكث إلا عشرا حتّى رأيتها يندى، فنعش الله به أموالنا، ووصل به طرقنا وكنّا بنوطة بعيدة بين الأرجاء. قوله: الجادة: يعني الطّريق إلى الماء ومستكفا أي مستديرا. ونشوؤه ما نشأ إليه. وعزاليه أفواه مخارجه. وصوبه ما سال منه وانصبّ. واهرمع اشتد. ورعبها ملؤها. والنّجاء جمع نجوة وهو الموضع المرتفع لا يكاد يبلغه السّيل. والصّهوات عالي الطّلح. والنّوطة البعد. والأرجاء: النّواحي.
وقال ابن الأعرابي: بعث قوم رائدا لهم فقالوا: ما رأيت؟ قال: رأيت جرادا كأنه نعامة جاثمة، جراد جبل. قوله: نعامة جاثمة يقول: فيه من الخصب والعشب الكثير حتّى كأنه نعامة، وإنّما أراد سواد العشب وأعلى النّعامة أسود. وبعث آخرون رائدا لهم فقالوا: ما رأيت؟ قال: رأيت عشبا ينجع له كبد المصرم إذا رأى هذا، وجعت له يعني أنه لا مال له أي إبلا ترعى هذا العشب حسرة على ما رأى. ويقولون: وردنا على كلأ الحابس فيه كالمرسل يعني يستويان فيه لكثرته والتفافه. ويقولون: وردنا على كلأ لا يكتمه البغيض. وقال طرفة:
وصى نبته اتّصل واكتهل. وأنشد أبو العبّاس ثعلب شعرا:
دفاء عليه اللّيث أفلاذ كبده ... وكهله قلد من البطن مردم
يريد أنه مطر بنوء الأسد، ومن نجوم الأسد النّثرة والجهة ونوؤهما غزير تسقط النّثرة لاثنين وعشرين تخلو من كانون الثاني، وتسقط الجبهة في ثماني عشرة تخلو من شباط.
والقلد النوبة يقال: القوم يتقالدون الماء أي يتصافيونه ويقتسمونه. قال: والماء لا قسم ولا أفلاذ.