وإذا طلعت الصّرفة بكرت الخرفة وكثرت الطّرفة، وهانت للضيف الكلفة.
وإذا طلعت الجبهة تحانت الولهة، وتنازت السّفهة، وقلّت في الأرض الرّفهة، وقيل أيضا:
وإذا طلعت الجبهة تزيّنت النّخلة ... وإذا طلعت النّثرة تشفّحت البسرة.
وإذا طلعت العذرة فعكة بكرة على أهل البصرة، وليست بعمان بسرة، ولا لأكاريها بذرة، وإنما ذكرت العذرة هاهنا لأنّها تطلع مع الطّرف أو قريبا منه.
وإذا طلعت الصّرفة احتال كلّ ذي حرفة وجفر كلّ ذي نطفة، وامتيز عن المياه زلفة.
وإذا طلع سهيل خيف السّيل، وبرد اللّيل، وامتنع القيل، ولام الحوار الويل، (القيل) يريد القائلة يقال: قال يقيل قيلا وقايلة ومقيلا وقيلولة. (وقيل أيضا) : إذا طلع سهيل طاب الثّرى وحار اللّيل، وكان للفصيل الويل، ووضع كيل، ورفع كيل. قال بعضهم: ذكر سهيل لأنّ طلوعه مع طلوع الجهة قال: وأهل البادية يعظّمون الفصال عند طلوع سهيل، وقيل: إذا طلعت الصّرفة احتال كلّ ذي حرفة، وقيل: احتال كلّ ذي جرفة، وجفر كلّ ذي نطفة، وامتزّ عن المياه زلفة.
وإذا طلع العوّاء ضربت الخباء وطاب الهواء وكره العراء وشنن السّقاء.
وإذا طلع السّماك ذهب الحرّ والعكاك، واستفاهت الأحناك، وقلّ على الماء العراك.
وإذا طلع الغفر اقشعرّ السّفر، وتزيّل النّضر وحس في العين الجمر.
وإذا طلع الزّبانى أحدثت لكلّ ذي عيال شبانا، ولكلّ ماشية هوانا وقالوا: كان وكانا.
وبردت الثنايا فاجمع لأهلك ولا تتوانى.
وإذا طلع الإكليل، حاجت الفحول، وشمّرت الدّيول تخوّفت السّول.
وإذا طلع القلب، جاء الشّتاء كالكلب، وصار أهل البوادي في كرب ولم تمكن الفحل إلّا ذات ثرب.
وإذا طلعت الشّولة أعجلت البولة، واشتدّت على العيال العولة، وقيل: شقوة وزولة.
وإذا طلع الهراران هزلت السّمان واشتدّ الزّمان ووحوح الولدان. و (الهراران) : قلب العقرب والنّسر الواقع وهما يطلعان معا.
وإذا طلعت النّعايم توسّقت البهائم، وقيل أيضا: إذا طلع النّعام، كثر الغمام وذلك ليل التّمام، وقيل أيضا: إذا طلعت النّعايم ابيضّت البهائم من الصّقيع الدّايم، وأيقظ البرد