قال الدّال على الفعل كفاعله فأرسل مثلا فقالوا: أرسل إلى سطيح الغسّاني فإنّه يخبرك، فدعا سطيحا فأتي به محمولا ولم يكن له عظم كان مستلقيا دهره يفتي النّاس يأتيه رئي من الجن بأخبار السماء، وما يحدث في الأرض ولم تكن الشّياطين ممنوعة من الاستراق إذ ذاك، وإنما رجمت بالنّجوم وحجبت بعد مولد النبيّ صلى الله عليه وسلم، فالمسترق للسّمع الآن يرمى بنجم فيصيبه ولا يقتل بل يبقى مخبولا إلى يوم القيامة.
وفي حديث إنّ الشيطان إذا رجم وخاف الاحتراق رمى بنفسه في البحر.
وفي هذا الحديث أنّ سطيحا قال: أحلف بآله ما بين الحرتين إلى جرش- وما بينهما من ذي ناب وحنش- ليقطعنّ أرضكم الحبش- فليقتلنّ من دبّ وانكمش. وفي رواية الشّرقي ابن القطامي أنّه قال: فمن يلي قتل الأحبوش. قال: غلام من ذي يزن- يأتي ببني الأحرار من قبل عدن- فلا يترك منهم أحدا باليمن. قال: فهل يدوم ملك بني الأحرار أو ينقطع؟ قال: يقطعه نبي زكي- يأتيه الوحي من قبل العلي. قال ومن هذا النّبي الزكي؟ قال:
رجل من ولد النضر يكون الملك في قومه إلى آخر الدّهر.
قال الكلبي: اسم سطيح ربيع بن ربيعة بن مسعود بن عدي بن الذّئب بن الحارث.
وقال الشّرقي: أخذته ذئبة- وهو طفل فذهبت به إلى غيضة- فجعلت تغذوه بأنواع الثّمار حتى أدرك واشتدّ فهرب منها وأتى قومه فخبرهم بقصّتها، وأقبلت في أثره كالأم الثّكلى تطلب ولدها فرموها حتّى قتلوها.
قال هشام: وشق بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار.
قال: وحدّثنا أبو يحيى زكريّا بن يحيى السّاخي في إسناد ذكره ينتهي إلى سعيد بن مزاحم. وحدّث أبو الحسن علي بن حرب الطّائي في إسناد ذكره ينتهي إلى مخزوم بن هانىء المخزومي، فقال: حدّثني أبي وقد أتت له خمسون ومائة سنة قال: لمّا كانت اللّيلة التي ولد فيها النّبي صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى فسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام وغاضت بحيرة ساوة، وفاض وادي السّماوة وكان منقطعا قبل ذلك بألف عام.
ورأى مؤبذ المؤبذان إبلا صعابا- تقود خيلا عرابا- قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها، فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك وتصبّر عليه. ثم رأى أن لا يستر ذلك عن وزرائه ومرازبته فلبس تاجه وقعد على سريره وجمعهم إليه فأخبرهم بالذي رأى فبينا هم كذلك، إذ ورد عليهم كتاب بخمود النّار فازداد غمّا إلى غمّه.