منهم أخو الصّرح بهرام وإخوته ... والهرمزان وسابور وسابور
والنّاس أولاد علّات فمن علموا ... أن قد أقلّ فمحقور ومهجور
وهم بنو أمّ من رأوا له نشبا ... فذاك بالغيب محفوظ ومنصور
والخير والشرّ مقرونان في قرن ... فالخير متّبع والشّر محذور
وفي غير هذا أنّ الملك قال لعبد المسيح: هل بقي في العرب أحد يخبرنا عمّا نسأل عنه؟ قال: نعم ابن عم لي بباب الجابية يقال له سطيح، وكان سطيح لحما يحمل في جلد لم يخلق له عظم، وإذا أرادوا تحويله من موضع طوي كما يطوى القرطاس، فإذا أرادوا أن يتكهّن مخض كما يمخض الزّق ثم علاه بهر وعرق، وعلته برحاء ثم تكهّن. (وفيه) فلما قدم على كسرى أخبره بالخبر، فقال كسرى: إلى أن يملك منّا أربعة عشر ملكا يذهب دهر طويل، وكان الرّجل منهم ربّما ملك مائة سنة فهلك منهم تسعة في أربع سنين، وظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحدّث أبو المنذر عن شيوخه عن زفر بن زرعة قال: خرجت مع نفر من قومي في الشّهر الحرام في بغية لنا فسرنا ثلاثا حتى إذا انخرقت لنا الفلاة نزلنا واديا موحشا فعقلنا رواحلنا. وقام رجل منّا فنادى بأعلى صوته: أعوذ بعزيز هذا الوادي من شرّ من فيه، وكذا كنّا نفعل في الجاهلية. وذلك قوله عزّ وجلّ: وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً
[سورة الجن، الآية: ٦] قال: فلما أبهار اللّيل وقد نام أصحابي وقعدت أكلؤهم وقد كنّا تحدثنا بخروج النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، وشاع خبره في العرب، سمعت هاتفا يقول: يا وزر بن خوتع بن غزوان- هل راعك اليوم حديث الرّكبان؟ عن نبأ أيقظ كلّ وسنان- فأجابه آخر شعرا:
أربت يا هوبر من داع دان ... روّعت معمود الفؤاد روبان
(أربت) قطّعت إربا، و (المعمود) : الذي قد عمد المرض فؤاده، وروبان ناعس ثقيل مسترخ من النّعاس جل فقد أشأزت قلبي الحيران- وقال الأول: قد لفظت مكة ذات أشبره.
جمع شبر وهي أربعة آمار ما كان أبونا أثره امار علامة أثره. رواه أنّ امرأ بين المنطباح الضّفر، أي متداخل بعضها في بعض قد نجم القول الذي قد أظهر. فقال الثّاني:
إن كان يا بن نعجة بن صبره ... ما قيل حقا فابعثن حبشرة
في آل ز لقوم وآل سجره ... إنّ التي بنخلة المستغفرة
حلت بها أم اللميم القشرة
العرب كانوا يستنفرونها فإذا صوّت كصوت الرّعد من أحد أعداء الوادي يقول:
إن كان ما أنبأتما قد كانا ... فقد أقم القلت الأوثانا