المشهورين في الجاهلية، وله قصة دعميص الرّمل العبدي يزعمون أنّه ورد الدّيار التي يزعمون أنّ بها إرم ذات العماد، ولم يردها أحد قط غيره وخبره مشهور. وسمّي دعميص الرّمل تشبيها بدعموص الماء.
وقال الأصمعي: يقال للدّخال الخراج، حيث لا يرام دعموص، قال الشّاعر يصف رجلا:
دعموص أبواب الملو ... ك وجائب للخرق فاتح
يعني أنّه يلج أبواب الملوك ولا يحجب عنهم. وقال الأصمعي: حدثني شيخ من غطفان قال: أرسل زياد بن سيارة أخاه من أرض بني عامر فقال: إني أسير عشرا ولا أدله، أي لا علم لي بالهداية، قال: ادخل تحت هذا الكوكب حتى تبلغ.
وحكى ابن الأعرابي قال: يقال: دلّ يدل من الدّلالة أي صار دليلا، ودلّ غيره يدله دلالة ودلالة، ودلت المرأة تدل دلالا، وأدلّ يدلّ من الإدلال.
وممن شهر بالهداية: عبد الله بن أريقط دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه، حيث هاجر وهما مطلوبان فتخلّل الطّرق حتى أوردهما المدينة.
ومن المشتهرين منهم في الإسلام بالهداية: رافع بن عميرة الطّائي دليل خالد بن الوليد رضي الله عنه حين توجّه من العراق يريد الشّام، فخادعن جيش الرّوم وهم على طريقه ببلاد الجزيرة، فامتد رافع مفوزا به من قراقر إلى سوى وبينهما فلاة مجهل فقال فيه الشاعر:
لله عينا رافع أنّى اهتدى ... فوّز من قراقر إلى سوى
خمسا إذا ما ساره الجيش بكى ... ما سارها من قبله إنس يرى
وممن شهر منهم أيضا بصدق الأم: عبد الجبار بن يزيد الكلبي دليل بني المهلّب حين فرّوا من يد الحجّاج إلى سليمان بن عبد الملك، وكانوا محتبسين بلعلع فهربوا ولحقوا بالشّام، فتنكّب بهم عبد الجبار جواد الطرق وتتبّع معامي الأرض فتحيّر يوما وهم بالسّماوة، وارتبك، فاتّهمه يزيد وأراد قتله، فقال له عبد الجبار: أنت على قتلي إذا شئت قادر، ولكن دعني أنم نومة فنام ثم انتبه، وقد تجلّت حيرته فسمت بهم السّمت المصيب حتى نفد فقال شعرا:
ورهط من أبناء الملوك هديتهم ... بلا علم باد ولا ضوء كوكب
ولا قمر إلّا ضئيل كأنّه ... سوار جلاه صانع السّور مذهب
على كل خرجوج كأنّ ضلوعها ... إذا حلّ عنها الكور أعواد مشجب