الشّيباني وحده إذا كان ظلمته خالصة فهو الخيط الأسود، وإذا خلص ضوؤه فهو الخيط الأبيض. والبريم والشّميط إذا اختلط، وفي القرآن: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ
[سورة البقرة، الآية: ١٨٧] .
وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي قال: ما كان من الأجسام والمعاين من الأشياء فهو التّمام بالكسر الفصيح العالي، ويجوز التّمام بالفتح وما كان من الكلام والأفعال وما شاكلها فهو التّمام بالفتح لا يجوز غيره، يقال: ليل التّمام والتّمام وقمر التّمام والتّمام وولدته للتمام والتمام. فإذا جئت إلى الأفعال والكلام قلت: تمّ الكلام تماما، وتمّ الأمر تماما، وإذا أردت أنّ القمر تمّ في نفسه قلت: تمّ تماما وتم النّهار تماما وتمّ اللّيل تماما. وقال الأصمعيّ: لا يكسر التاء منه إلا في الحمل واللّيل وما يجري مجرى المثل طال عليّ اللّيل ولا أسب له أي لا أكن كالتّسبّي فأستطيله يدعو لنفسه أن لا يبتلي بما يطيل اللّيل عليه.
الأصمعي شهر المليساء أطول الشّهور عليهم، وأتعبها لهم، ويكون على أثر الصّفريّة وهو نجمان السّماك والغفر، فهم يشتغلون في أيام المليساء بأنفسهم ومواشيهم ومسيرهم، لأنّهم يحتاجون إلى إعداد المثاوي والبيوت ومأوى الإبل والغنم والعنز والحظائر، والضّرب في الأرض استعدادا للشّتاء.
وحكى الدّريدي: اجرهد النّهار أو اللّيل طال، واجرهد بالقوم السّير: إذا امتدّ بهم ظلام وشدة. وأنشد:
وليلة داجية طخياء ... حالكة الإهاب والرّداء
يضرب بالذّاهب وجه الجائي ابن المعذل:
أقول وجنح الدّجى ملبّد ... وللّيل في كلّ فجّ يد
ويقال: عجبت من سرع ذلك الوقت، ومن سريحه في اللّيل والنّهار جميعا قال:
فيقولون: أدرك يومك أو ليلتك بربغة أي: بجنة وحدثانة، وهذا كما يقال: اتق النّاقة بجن ضراسها أي بحدثان نتاجها وسوء خلقها، ويدخل في هذا الباب قول الشّاعر:
يكون بها دليل القوم نجم ... كعين الكلب في هبيء قباع
يعني أنّ الكوكب بالظّلام تعصّب وبالقتام انتقب، فليس يظهر منه إلّا شّفا وشبهه بعين الكلب: لدوام إغضائه واتّصال نعاسه. والهبي جمع هاب وهو الذي حال دونه الهباء.
والقباع: الدّواخل في الظّلام.
ويقال: قبع القنفذ إذا أدخل رأسه في قرونه قبوعا، وعلى هذا يقولون: تخاوصت