للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويروى: وأعجلنا الحمائل أن تؤوبا. يريد به الشّمس أي استعجلناها مخافة أن تئوب ولئلا تئوب ومعنى تئوب: تغيب كما قال:

وليس الّذي «١» يتلو النّجوم بآئب

ويروى: وأعجلنا الإهة وقيل الإهة اسم للشّمس، لأنّه كانت تعبد. وقال الفرزدق:

فسد الزّمان ومن تغيّر أهله ... حتى أمية عن فزارة تنزع

أي ومن تغيّر أهله فسد، فحذف وقيل: ومن تغير أهله أمية تنزع، وقيل: بل أراد أن يجعل حتى معلقة لا تعمل في شيء، ويكون بمعنى الواو. سبب هذا الشّعر أنّ أمية بن خالد بن أسد عزل عن عمله لعمر بن هبيرة، ويشبه هذا قوله شعرا:

فيا عجبا حتّى كليب تسبّني ... كأنّ أباها نهشل أو عطارد «٢»

وقال عبد العزيز بن وديعة المزني:

نسأت القلوص على لاحب ... ومرّ اللّيالي يزلن النّعيما

مرّ اللّيالي: هو الليالي، لذلك قال يزلن ومثله لجرير:

رأت مرّ السّنين أخذن منّي ... كما أخذ السّرار من الهلال

وأنشد سيبويه في مثله:

لمّا أتى خبر الزّبير تواضعت ... سور المدينة والجبال الخشّع

وقال الفرزدق:

على حين ولّى الدّهر إلا أقلّه ... وكاد بقايا آخر العيش تذهب

جعل لآخر العيش بقايا، والبقايا من العيش لا من آخره، والمعنى كادت بقايا ذلك الأقل تذهب أيضا. وقال وعلة الجرمي:

ولمّا رأيت الخيل تترى أتايجا ... علمت بأنّ اليوم أحمس فاجر

يروى حاذر وحاذر، أي: محذور. وقال الفرزدق:

مثل النّعام يدينها تنقلها ... إلى ابن ليلى بها التّهجّر والبكر

<<  <   >  >>