للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا تتابع بلمعتين لمعتين شبّه بلمع اليدين. قال امرؤ القيس شعرا:

أصاح ترى برقا أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبيّ مكلّل

الحبي: السّحاب المشرف، مكلّل بعضه على بعض.

ويقال: مكلّل بالبرق وإذا كان خفوا كان دليلا على الغيث. وقال حميد بن ثور شعرا:

خفا كاقتذاء الطّير وهنا كأنّه ... سراج إذا ما يكشف اللّيل أظلما

واقتذاء الطّير: تغميضها أعينها وفتحها إيّاها، كأنّها تلقي القذى منها، وكلّهم يجعل البرق يمانيا ولا يجعله أحد شاميا، لأنّ الشّامي أكثره خلّب عندهم، وهذا يدلّ على أنّ المطر للجنوب لأنّها يمانية. وقال آخر شعرا:

ألا حبّذا البرق وحبّذا ... جنوب أتانا بالعشيّ نسيمها

ويقال: أوسم البرق إذا بدا وألاح إذا أضاء ما حوله. وأنشد لأبي ذؤيب شعرا:

رأيت وأهلي بوادي الرّجيع ... من آل قيلة برقا مليحا

ويقال: أوسمت المرأة؛ إذا بدا ثديها ينوء. قال أبو عبد الله وقال العقيلي: إذا رأيت السّماء قد اصحامت فكأنها بطن أتان قمراء. ورأيت السّحاب متدليا كأنه اللّحم الثنت، مستمسك منه ومنهرت، فحينئذ الغياث. وقال أبو صالح الفزاري: كنا نقول: إذا رأيت البرق في أعلى السّحابة أو في جوانبها فهي بإذن الله ماطرة غير مخلفة، وإذا رأيت البرق في أسافلها فقد أخلفت.

<<  <   >  >>