الفوارس يتبعها، والمنجّمون يسمّون هذا الكوكب: ذنب الدّجاجة، وقد وضعوه في الاصطرلاب للقياس به، ويسقط الفوارس والرّدف مع طلوع النّثرة وتطلع مع طلوع الشّولة.
وكذلك النّسران وهما من الكواكب الشآمية، وعلى أثر النّسر الطائر كواكب أربعة مصلّبة النّظم تسمّيها العامّة الصّليب، وتسمّيها العرب القعود ويسقط الصّليب مع طلوع سهيل، وتطلع مع سقوط الشّعرى.
ووراء الرّدف في حومة المجرّة كفّ الثّريا الخضيب، وهي كواكب خمسة بيض مختلفة النّظام وهي أيضا سنام النّاقة، والنّاقة في مثل خلقة النّجيب الضّامر الدّقيق الخطم، وخطمها في جهة الجنوب، وعنقها كواكب تتابعت من عند الرّأس، فانحدرت انحدار العنق، ثم ارتفعت إلى سنامها، وهنالك لطخة سحابيّة في مثل موضع الفخذ، يقولون: هي وسم النّاقة، وهذه اللّطخة هي معصم الثّريا ورأس الحوت في لبّة النّاقة، وهو في مثل صورة السّمكة غير أنّها عظيمة.
وفي جملتها كوكب هو أضوؤها يقال له: قلب الحوت. وفوق رأس النّاقة حوت آخر، ورأس النّاقة ذنبه وهو أقصر من الحوت الأسفل وأعرض.
ووراء الكفّ الخضيب العيّوق، وهو كوكب عظيم نيّر في حاشية المجرّة التي تلي الشّمال يقال له: عيّوق الثّريا، وذلك كأنّهما يطلعان معا، وإذا توسّطا السّماء تدانيا في رأي العين. قال الشاعر شعرا:
كأنّ صديا والملامة ما سقى ... لكالنّجم والعيّوق ما طلعا معا
يقول: لا يتخلّف اللّوم عن صدى كما لا يتخلّف واحد من الثّريا والعيّوق عن صاحبه، وفي إضافة العيّوق إلى الثّريا قال الشاعر:
وعاذلة هبّت بليل تلومني ... وقد غاب عيّوق الثّريا فعّردا
ولتدانيهما إذا توسّطا السّماء قال بشر:
وعاندت الثّريّا بعد هدء ... معاندة لها العيّوق جار
ظنّ أنّ الثّريا تركت طريقها وعاندت إلى العيّوق وذلك من أجل البعد الّذي بينهما في المطلع والقرب الذي بينهما في وسط السّماء، وهو فيعول من العوق والعيق جميعا والعوق الذي لا حرّ فيه.
ويقال: العيق وهو من قولهم ما يعيق به حرّ ولا يليق. ووراء العيّوق غير بعيد كواكب