والاجتماعية والانفعالية التي تميز الشخص عن غيره، ومن أهم تعريفات الشخصية تعريف جوردون ألبورت Allport؛ "١٩٣٧" وهو أن الشخصية هي التنظيم الدينامي في الفرد لجميع الأجهزة النفسية الجسمية الذي يحدد توافقه الفريد مع بيئته.
بناء الشخصية:
يقصد ببناء الشخصية تركيبها ومكوناتها. ويهتم المرشد بدراسة بناء الشخصية ومدة سلامته وتماسكه ومدى تصدعه أو تفككه وانهياره، والشخصية لها بناءان أو تركيبان هما:
البناء الوظيفي: ويشمل المكونات الجسمية، والمكونات العقلية، والمكونات الاجتماعية، والمكونات الانفعالية "وسيأتي تفصيل ذلك بعد قليل" وهذا المكونات متكاملة متراطبة وظيفيا في حالة السواء، وإذا حدث اضطراب أو نقص أو شذوذ في أي مكون منها أو أكثر أو في العلاقة بينها، أدى إلى اضطراب البناء العام والأداء الوظيفي للشخصية.
البناء الدينامي: ويتكون من القوى المحركة للشخصية والتي تحد السلوك. ويشمل البناء الدينامي الشعور واللاشعور وما قبل الشعور، ويشمل الهو والأنا والأنا الأعلى "راجع نظرية التحليل النفسي في الفصل الثالث" ويلعب الكبت دورا هاما في إبعاد الدوافع والأفكار المؤلمة أو المخزية أو المخيفة المؤدية إلى القلق من حيز الشعور إلى حيز اللاشعور. وقد يحدث صراع بين الهو والأنا الأعلى أو بين الأنا والهو أو بين الأنا والأنا الأعلى. وتعمل الضغوط البيئية الخارجية عملها عن طرق الصراعات والإحباطات والحرمانات والتوترات، وتوجد المقاومة التي تمثل الضمير الذي يتحكم في السلوك بما يتمشى مع التعاليم والمعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية. وتقوم الشخصية ديناميا بإحداث التوازن النسبي بين الفرد وبين بيئته، أي إحداث التوافق النفسي.
أبعاد وسمات الشخصية والعوامل المؤثرة فيها:
يهتم المرشد النفسي بدراسة أبعاد وسمات الشخصية. ولقد سبق الكلام عنها "راجع نظرية السمات والعوامل في الفصل الثالث".
ويهتم المرشد أيضا بدراسة العوامل المؤثرة فيها خلال رحلة النمو، ذلك لأن من أهداف عملية الإرشاد وإحداث تغيير في الشخصية وبالتالي في السلوك، ومن العوامل المؤثرة في الشخصية: العوامل الحيوية والوراثة والبيئة والنضج والتعلم والثقافة والأسرة والمدرسة وجماعة الرفاق ووسائل الأعلام ودور العبادة والأدوار الاجتماعية "حامد زهران، ١٩٩٧".