للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاستبصار INSIGHT:

الاستبصار هو فهم النفس ومعرفة الذات والقدرات والاستعدادات، وفهم الانفعالات ومعرفة دوافع السلوك والعوامل المؤثرة فيه، ومعرفة مصادر الاضطراب والمشكلات وإمكانات حلها، ومعرفة الإيجابيات والسلبيات ونواحي القوة ونواحي الضعف.

عملية الاستبصار:

الاستبصار أمر يعمل المرشد على نموه عند العميل من خلال عدة جلسات إرشادية، ويجب أن تكون عملية الاستبصار عن طريق نشاط العميل الذاتي الذي يوجهه المرشد.

ويتضمن الاستبصار ما يلي:

- تقبل الذات وفهمها وإعادة تنظيمها، وإعادة تنظيم مفهوم الذات بمستوياته المختلفة، وحل مشكلة عدم التطابق بين مستوياته.

- فهم الواقع وتقبله والتوافق معه، ليس على طريقة المغلوب على أمره، ولكن بطريقة الفاهم للحياة المتبصر بالأمور، أي أن تقبل الواقع يكون في حدود العقل والمنطق، فإذا لم يستطع العميل تقبل ذاته وتقبل واقعه وإصلاح ذاته فليس له أن يطمع في إصلاح العالم من حوله.

- نمو الإرادة التي يقهر بها العميل كل مشكلاته ويسيطر هو عليها بدلا من أن يتركها تسيطر عليه.

- تحويل خبرات العميل من خبرات مؤلمة إلى خبرات معلمة١، والاستفادة من الماضي والحاضر في التخطيط المستنير للمستقبل.

- تحويل نقاط الضعف والسلبية إلى مصادر قوة إيجابية، حيث يستفيد العميل من أخطائه عندما يدركها على حقيقتها.

- نقص واختفاء حيل الدفاع النفسي غير التوافقية مثل الإسقاط وغيرها.

ولكي يقوم المرشد بدوره جيدا في عملية الاستبصار، فعليه أن يكون مثله كمثل المرآة ليرى العميل نفسه بطريقة أوضح وبدرجة أفضل، فالفرد لا يستطيع أن يرى وجهه إلا بمرآة٢.


١ يقول المثل العربي: "ما ضاع من مالك ما علمك"
ويقول المثل العامي: "الخسارة اللي تعلم مكسب".
٢ يقول الشاعر:
والعين تنظر منها ما دنا ونأى ... ولا ترى ما بها إلا بمرآة
ويقول آخر:
ومن جهلت نفسه قدره ... رأى غيره منه ما لا يرى

<<  <   >  >>