هذا المبدأ مكمل للمبدأ القائل: إن السلوك الإنساني فردي اجتماعي، فالفرد لا يعيش فردا في المجتمع، وإن الإنسان كائن اجتماعي من اللحظة الأولى لولادته ومنذ أن تلقاه والداه بالفرحة ودأبا على تنشئته اجتماعيا من مهده، تلك العملية التي يسهم فيها مؤسسات ووكالات اجتماعية أخرى كالرفاق والمدرسة ووسائل الإعلام ودور العبادة والثقافة بصفة عامة, والفرد يعيش في واقع اجتماعي له معايير وقيم، وهو يعيش في جماعة ليست مجرد مجموعة من الأفراد وإنما هي كيان اجتماعي يؤثر في الفرد.
وفي الإرشاد والعلاج النفسي توجد طريقة ممتازة وهي الإرشاد الجماعي ينتظر أن تكون أبرز طرق الإرشاد النفسي في المستقبل فالحضارة المتقدمة السريعة التغير وأمراض الحضارة ستصبح من الكثرة بحيث تحتم الإرشاد الجماعي لقلة الأخصائيين مهما كثر عددهم "ويأتي الكلام عن الإرشاد الجماعي في الفصل السابع".
ولأهمية اعتبار الفرد كعضو في جماعة بل في جماعات كثيرة له فيها أدوار اجتماعية يقوم الإرشاد الجماعي على أساس دراسة ديناميات الجماعة وعملية التفاعل الاجتماعي وعمليات المسايرة والمغايرة في السلوك. وهناك نوعان من الضغط الاجتماعي أحدهما توجهه الجماعة إلى الفرد، والآخر ينشأ دخل الفرد، وكلاهما يدفع الفرد دفعا إلى مسايرة معايير الجماعة والالتزام بها، وهذا يستغل تماما في عملية الإرشاد.
ويتأثر السلوك الاجتماعي للفرد بالجماعات التي ينتمي إليها وخاصة الجماعة المرجعية Reference Group وهي الجماعة التي يرجع إليها الفرد في تقييم سلوكه الاجتماعي والتي يلعب فيها أحب الأدوار الاجتماعية إلى نفسه وهي أكثر الجماعات إشباعا لحاجات الفرد، ويشارك أعضاءها الدوافع والميول والاتجاهات، والقيم والمعايير والمثل ويتوحد معها، وهي تؤثر في سلوك الفرد فتحدد مستويات طموحه وإطاره المرجعي للسلوك "حامد زهران، ١٩٨٤".