للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الأسس الفلسفية]

طبيعة الإنسان:

يعتبر مفهوم المرشد عن طبيعة الإنسان أحد الأسس الفلسفية التي يقوم عليها عمله، لأنه يرى نفسه ويرى العميل في ضوء هذا المفهوم.

وهناك الكثير من النظريات الفلسفية والنفسية والاجتماعية، التي تحاول تحديد طبيعة الإنسان، وهي تختلف فيما بينهما حول شيء واحد، وهو الإنسان، فمثلا نجد نظرية التحليل النفسي، والنظرية السلوكية، ونظرية المجال، ونظرية الذات، كل لها مسلماتها وفروضها والدراسات التي تقوم عليها وكل لها حقائق وقوانيين تؤكدها، وبينهما فروق "عبد السلام عبد الغفار، ١٩٧٣".

وبعض النظريات مثل نظرية الذات لكارل روجرز Rogers؛ "١٩٥٩" تنظر إلى الإنسان -كما نظرإليه جان جاك روسو Rousseau- على أنه خير بطبيعته، وتنظر إليه نظرة متفائلة باعتباره أفضل المخلوقات، وأن بعض الظروف والضغوط هي التي تفسده وتجعل سلوكه مضطربا. ومثل هذه النظرية يقوم عليها الإرشاد النفسي الممركز حول العميل، التي تركز على مساعدة الفرد في إزالة العوامل التي تحول دون تحقيق ذاته وطبيعته الخيرة، وهو يعرف نفسه داخليا بدرجة تفوق معرفته لأي شيء آخر. وفي نفس الوقت نجد نظرية مثل نظرية التحليل النفسي كما قدمها سيجموند فرويد Freud "١٩٩٣" تنظر إلى سلوك الإنسان في تشاؤم على أنه شهواني عدواني. وبين هاتين النظريتين تقع نظريات مثل النظرية السلوكية، فترى أن الإنسان محايد أساسا وأن سلوكه يكون حسب ما يتعلم خيرا أو شرا سواء أو انحرافا وتوافقا أو اضطرابا "باتيرسون Patterson؛ ١٩٦٧".

والله خلق الإنسان وهو أعلم بمن خلق. قال الله تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ولذلك فخير فهم لطبيعة الإنسان هو كما حددها الله سبحانه وتعالى. وأهم سمات طبيعة الإنسان كما حددها الله سبحانه وتعالى ما يلي:

- الإنسان هو أفضل المخلوقات، كرمه الله وفضله على كل خلقه حتى الملائكة. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} وخلقه الله في أحسن تقويم. قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} . وعلمه ما لم يكن يعلم. قال تعالى: {بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} . وميزه بالعقل والتفكير والقدرة

<<  <   >  >>