للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاختبارات والمقاييس TESTS AND MEASURES:

كل ما يوجد يوجد بمقدار، وكل ما يوجد بمقدار يقاس. كذلك فإن كل ما يمكن أن يقاس من خصائص الأشخاص يوجد فيه فروق فردية بينهم، وينطبق هذا على الذكاء والقدرات والاستعدادات والتحصيل والشخصية والميول والقيم والاتجاهات والتوافق النفسي والصحة النفسية, وهذه كلها معلومات لازمة في الإرشاد النفسي.

ولقد عكف العلماء منذ بداية القرن الحالي على ابتكار الاختبارات والمقاييس النفسية كأدوات مقننة يمكن بها قياس أوجه السلوك المختلفة بصورة علمية، وكثرت وتعددت الاختبارات والمقاييس، وأصبح من الممكن قياس العديد بل معظم الخصائص النفسية للفرد، ففي العقد الأول من هذا القرن بدأ وضع البذور الأولى للاختبارات النفسية. وفي العقد الثاني كان الذكاء هو الخاصية النفسية الوحيدة التي يمكن قياسها موضوعيا، وفي العقد الثالث أصبح من الممكن قياس بعض القدرات. وفي العقد الرابع أضيف قياس الاتجاهات. وفي العقد الخامس أمكن قياس الشخصية، وبعد ذلك كثرت وتنوعت الاختبارات والمقاييس واستخدمت الأجهزة "انظر شكل ٤٣" "دونالد سوبر وجونكرايتز Super & Crites؛ ١٩٦٢".

ولا شك أن الاختبارات والمقاييس تعتبر من أهم وسائل جمع المعلومات في الإرشاد النفسي.

والقياس النفسي يتطلب الدقة والتحديد للقيم الكمية التي تقدر بها الصفات وتتخذ أساسا للحكم والمقارنة، ويكون القياس وحدات معيارية، وبدون القياس نجد أنفسنا نعالج مجموعة من العموميات ليس إلا "جيرالد كويتز ونورما كويتز Kowitz & Kowitz؛ ١٩٥٩".

وهكذا يجب الاهتمام بدراسة الاختبارات والمقاييس النفسية، والتدريب الكافي على استخدامها، ومتابعة الجديد منها. "سبع أبو لبدة، ١٩٨٧".

أهمية الاختبارات والمقاييس:

مما يبرز أهمية استخدام الاختبارات والمقاييس في الإرشاد النفسي اهتمام الكثير من مراكز وعيادات الإرشاد والمدراس بما يسمى "برنامج الاختبارات والمقاييس"، والذي يتضمن تجهيز عدد متنوع متكامل من الاختبارات والمقاييس الفردية والجماعية في شكل وحدة أو مجموعة أو بطارية، ويقوم الأخصائيون من بين أعضاء هيئة التوجيه والإرشاد بتخطيط البرنامج وإعداده والإشراف على إجرائه وتسجيل نتائجه، وإنشاء وإعداد وتقنين الاختبارات الناقصة والمطلوبة.

<<  <   >  >>