نعم العميل، ويقال له أيضا "المسترشد" Counsellee. إنه مسئول عن التوجيه والإرشاد. إن البرنامج كله من أجله، والعملية كلها تتركز حوله، وهو بؤرة الانتباه في البرنامج وعملية الإرشاد، ومن ثم فلا بد أن يكون مسئولا.
إن مهمة العميل لا تقتصر على مجرد الذهاب إلى مركز أو عيادة الإرشاد، ثم الإلقاء بمشكلاته لكي يحلها له المرشد، ولكن العميل عليه مسئوليات في عملية الإرشاد.
إن العميل مسئول لأنه هو الذي يقبل، وهو الذي يزود بالمعلومات، وهو الذي يتخذ القرارات، وهو الذي ينفذ، إنه مسئول وله حق تقرير مصيره بنفسه.
ويقترح في كثير من الأحيان إشراك ممثلين للعملاء في لجنة التوجيه والإرشاد.
إعداد العميل:
لا نقصد أن يذهب العميل إلى كلية ليتعلم الإرشاد النفسي، ولكن المقصود هو كيف نجعل الناس بصفة عامة والطلاب والعاملين في المؤسسات الاجتماعية، يتقبلون فكرة وعملية الإرشاد النفسي ويقبلون عليها ويتعاونون فيها.
وتشير الدراسات والبحوث إلى أهمية إعداد العميل، بحيث يدرك هو حاجته إلى الإرشاد، ويعرف دوره في عملية الإرشاد، ويقبل عليه ويسعى إليه سعيا، ويحتمل مسئولياته فيه ويتعاون تعاونا إيجابيا، بدلا من أن يتوقع أن يتحمل عنه الآخرون العبء والمسئوليات. "ألريش Ullrich؛ ١٩٧٠، بلات Blatt؛ ١٩٧٠ جالاسي Galassi؛ ١٩٧٢".
ومما يبرز أهمية إعداد العميل لعملية الإرشاد النفسي، ما يقوله ميريل أوليسن Ohlsen؛ ١٩٧٠ عن العميل الصعب Difficult Client الذي يصعب إرشاده والذي يحتاج إلى إعداد خاص حتى يقوم بدوره ويتحمل مسئولياته على خير وجه.
ومن أمثلة العميل الصعب:
- المقاوم: الذي يقاوم عملية الإرشاد ومساعدة المرشد له.
- المحول: الذي يحول انفعالاته الموجبة أو السالبة حبا أو كرها إلى المرشد.
- الناصح: الذي يدعي المعرفة والرشاد، ويحاول إظهار التفوق على المرشد، وتغطية نقص معلوماته وعجزه عن حل مشكلته.
المتواكل: الذي يلقي حمله على المرشد لنقص ثقته في نفسه وفي كفايته في اتخاذ القرارات، والذي يعتقد أن المرشد كخبير متخصص يستطيع حل مشكلته.