التوجيه والإرشاد النفسي حق لكل مواطن، وهو بالتالي حق لكل طالب ولكل الطالب في مدارسنا.
ونحن نجد أنه -حتى الآن- لا توجد برامج إرشاد نفسي في مدارسنا. وكل ما يوجد، في الوقت الحاضر، عبارة عن بعض الجهود والخدمات تبذل وتقدم، ولكن بطريقة ينقصها التنظيم والتخطيط، وأحيانا نجد برنامج الإرشاد النفسي بمثابة "عجلة خامسة" Fefth wheel" في الإطار العام للبرنامج التربوي، ومن ثم يجب أن تقتنع السلطات التنفيذية بأهمية البرنامج والحاجة إليه.
وقد سبق أن تناولنا الحاجة إلى التوجيه والإرشاد النفسي وخاصة في فترات الانتقال الحرجة، وبسبب التغيرات الأسرية، والتغير الاجتماعي، والتقدم العملي والتكنولوجي، وزيادة أعداد الطلاب في المدارس، والتغيرات في العمل والمهنة، وعصر القلق "راجع الفصل الأول".
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحاجة ملحة إلى برنامج الإرشاد النفسي في المدرسة بالنسبة للاعتبارت الآتية:
- ضرورة اتباع المنهج التنموي والمنهج الوقائي والمنهج العلاجي في التوجيه والإرشاد، وهذه المناهج تحتاج إلى تخطيط وإعداد خاص بكل منها.
- أهمية العمل على جعل الطالب متوافقا سعيدا في مدرسته وفي أسرته وفي المجتمع الكبير، وتقديم الخدمات اللازمة لتحقيق التوافق والصحة النفسية.
- وجوب تقديم خدمات رعاية النمو النفسي السوي في مرحلتي الطفولة والمراهقة، حتى يؤدي ذلك إلى حياة متوافقة سعيدة في الرشد.
- ضرورة التغلب على مشكلات النمو العادي لدى الطلاب مثل المشكلات الانفعالية ومشكلات التوافق ومشكلات السلوك العامة ومشكلات الأطفال اليومية في الغذاء والإخراج والكلام والنوم ... إلخ، ومشكلات الشباب جنسيا وصحيا وانفعاليا واجتماعيا، ومشكلات ذوي الحاجات الخاصة، اجتماعيا وأسريا وتربويا ومهنيا وانفعاليا وزواجيا ... إلخ.
ضرورة مساعدة الطلاب في اجتياز مراحل النمو الحرجة في حياتهم، وما قد يحدث أثناءها من مشكلات.