يضع البعض الإرشاد النفسي في مكان وسط بين العلاج وبين الاستشارة النفسية:
والاستشارة النفسية Psychological consultaiton: هي العملية التي تتم بين مستشار نفسي "مرشد أو معالج" ومستشير "عميل سوى" يعاني من قلق واضطراب نفسي بسيط أو عادي ولديه بعض المشكلات الانفعالية أو الاجتماعية أو الشخصية التي لا يستطيع مواجهتها والتغلب عليها وحلها بمفرده. والاستشارة النفسية عبارة عن موقف تعليمي في جملته يؤدي بالمستشير إلى زيادة فهم نفسه وفهم مشكلته وفهم سلوكه وحل مشكلته، وتهدف دائما إلى تحقيق التوافق النفسي أو زيادة التوافق، ويقول كارل روجرز Rogers؛ "١٩٥١": إن هدف الاستشارة النفسية قريب من هدف الإرشاد النفسي وهو مساعدة العميل على أن يساعد نفسه على حل مشكلاته، وأن وظيفة المستشار النفسي هي مساعدة المستشير على أن يتخلص من انفعالاته المتعلقة بمشكلته حتى يستطيع أن يفكر بطريقة أوضح وأسلم وحتى يستطيع التوصل إلى حل المشكلة.
ومما يؤكد عناصر الاتفاق بين الإرشاد النفسي والاستشارة النفسية عدد من البحوث حول هذا الموضوع منها بحث مارشانت Marchant؛ "١٩٧١" عن محتوى جلسات الإرشاد النفسي وجلسات الإرشاد والاستشارة ونتائجها التي لم يوجد فروق ذات دلالة إحصائية بينها، كذلك درس ثرلو Thurlow؛ "١٩٧٢" الفرق بين دور المرشد كمرشد ودوره كمستشار في حالات القلق، ولم يجد فروقا جوهرية بين الأسلوبين.
وأوضح مايرهوفر Maierhofer؛ "١٩٧١" أثر الجمع بين الإرشاد الجماعي مع استشارة المعلم؛ المرشد في زيادة التوافق السلوكي. ومن عناصر الاتفاق بين كل من الإرشاد النفسي، والاستشارة النفسية ما يلي:
- يتناول كل من الميدانين المشكلات العادية التي لم تصل بعد إلى حد الانحراف السلوكي.
- يقع على عاتق المسترشد أو المستشير أي العميل، في كل من الميدانين مسئولية مساعدة المرشد أو المستشار حتى يساعده.
- المرشد النفسي يعتبر مستشارا نفسيا.
ويستخدم البعض مثل هارولد بيرنارد ودانيل فولمر Bernard & Fullmer؛ "١٩٧٢" مصطلح المرشد؛ المستشار Counsellor- Consultant ويحددان عوامل تجعل من المرشد النفسي مستشارا نفسيا، ومن هذه العوامل أن الإرشاد عادة يقدم في المدارس والجامعات، غيرها من المؤسسات وفيها أخصائيون آخرون غير المرشد قد يحتاجون إلى مشورته، وأن المرشد النفسي