عملية الإرشاد عملية مستمرة متتابعة من الطفولة إلى الكهولة، ومن المهد إلى اللحد. ففي الطفولة يقوم بها الوالدان حين يهرع إليهما الولد بمشكلاته، وفي المدرسة يقوم بها المرشد أو المعلم المرشد حين يلجأ إليه التلميذ. وهكذا في الحياة حين تطرأ المشكلات. يسعى الفرد للإرشاد لدى مرشد متخصص.
ونحن نعلم أن مشكلات الحياة العادية تستمر مع النمو العادي وتصاحبه ولا تقتصر على فترة معينة من النمو.
والمرشد الذي يقدم خدمات الإرشاد عليه أن يتابعها. والمتابعة تؤكد استمرار عملية الإرشاد. فالإرشاد ليس مجرد وصفة طبية أو دفعة مبدئية، ولكنه خدمة مستمرة منظمة.
وهكذا نجد أن الإرشاد عملية مستمرة ما دام الفرد ينمو، والنمو عملية مستمرة، ما دام من مناهجه المنهج التنموي والمنهج الوقائي.
الدين ركن أساسي:
الدين عنصر أساسي في حياة الإنسان. والتربية السليمة تشمل التربية الدينية. والنمو السوي يتضمن النمو الديني. والصحة النفسية تشتمل السعادة في الدنيا والدين.
والمعتقدات الدينية لكل من المرشد والعميل هامة وأساسية لأنها تعتبر ضوابط للسلوك ومعايير مقدسة محددة له وتؤثر في العلاقة الإرشادية.
ويقول بعض الكتاب إن الإرشاد عملية إنسانية يجب ألا تتدخل فيها أو تنعكس عليها المعتقدات الدينية للمرشد والعميل سواء اتفقت أو اختلفت.
وفي مقابل هؤلاء نجد بعد المتحمسين -كل لدينه- يضيفون للمرشد صفة دينية. فتجد كتابات عن "المرشد المسيحي" و"المرشد اليهودي" وفي مقابلها يجب أن يكون هناك كتابات عن "المرشد المسلم". ويحل البعض الموضوع بالحديث عن "المرشد المحترف" وحجتهم في ذلك أننا لا نستطيع أن نتحدث عن الأسلوب المسيحي في عملية جراحية ولا عن الأسلوب اليهودي في تعليم القراءة ولا عن الأسلوب الإسلامي في حل مسائل الحساب "مكجوان وشميت McGowan & Schmidt؛ ١٩٦٢".
ويجمع المرشدون والمعالجون النفسيون على اختلاف أديانهم سواء كانوا مسلمين، أو يهودا أو مسيحيين على أن الإرشاد والعلاج النفسي يقوم على أساس ومفاهيم ومبادئ وأساليب دينية روحية "حامد زهران، ١٩٧٥".