أقصى حد. إن للفرد الحق في أن يدرس ما يشاء ويختار، وأن يعمل في العمل الذي يفضله، بالضبط كما أن له الحق في أن يأكل ما يشتهي "جين وارترز Wartaers ١٩٦٤".
والفرد العادي وهو يقرر مصيره، وهو يختار لنفسه، لا يضع نفسه في وضع شقاء ولا يختار لنفسه طريقا منحرفا. فلا أحد يكتب نفسه شقيا عن قصد، اللهم إلا إذا كان مريضا أو مضطربا نفسيا، وهذا موضوع آخر.
وهكذا لا يقدم المرشد للعميل حلولا أو قرارات أو خططا جاهزة، ولكنه يساعد العميل في اقتراح الحلول ورسم الخطط واتخاذ القرارات بنفسه لنفسه، وتصور أننا نقدم لإنسان جائع طعاما ممضوغا، إنه لا يقبله، فضلا عن أنه لا يجوز. والأصوب هو مساعدته في الحصول على طعامه الذي يحبه ويختاره ويجهزه بالطريقة التي يفضلها ويأكله هو ويمضغه هو.
إن المساعدة في الإرشاد النفسي تقدم للعميل الذي له الحق في تقرير مصيره بطريقة "خذها أو اتركها، Take it or leave".
ونحن نجد أن حق الفرد في تقرير مصيره يقابله واجب ومسئولية عن فهم وتحقيق وتحسين وتوجيه ذاته.
تقبل العميل:
يقوم الإرشاد النفسي على أساس تقبل المرشد للعميل كما هو وبدون شروط وبلا حدود. وهذا أمر ضروري لتحقيق العلاقة الإرشادية الطيبة المطلوبة التي تتيح الثقة المتبادلة في العملية الإرشادية.
وميدان الإرشاد النفسي ليس ميدان تحقيق أو إصدار أحكام على السلوك والخبرات. إن العميل حين يلجأ إلى المرشد يلوذ به ليطمئن نفسيا، وله حق التقبل وسعة الصدر والطمأنينة والشعور بالأمن وإزالة الكرب ويجب أن يلمس العميل ذلك من خلال العلاقة الإرشادية.
وعلى العموم فإن الأساس هنا هو تقبل العميل ككل مهما كان سلوكه، وليس تقبل كل سلوكه أيا كان مليحه بقبيحه، فتقبل العميل شيء، وتقبل سلوكه شيء آخر. فقط يقوم العميل بسلوك شاذ أو غير سوي فلا يتقبله المرشد، ولكنه يساعد العميل على تغييره، إن تقبل السلوك السوي مقبول ومرغوب، أما تقبل السلوك غير السوي فقد يفسره العميل على أنه تشجيع لمثل هذا السلوك.