للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما يساعد على نجاح عملية التنفيس الانفعالي، توثيق العلاقة الإرشادية السليمة وتهيئة مناخ نفسي صحي مناسب خال من الرقابة، يتيح فرصة اختفاء حيل الدفاع النفسي.

ومما يعرقل عملية التنفيس الانفعالي تدخل انفعالات مؤلمة "مثل الاشمئزاز والخزي والعار والشعور بالذنب" مما يضطر الأنا إلى اللجوء إلى حيل الدفاع النفسي ضد هذه الانفعالات المؤلمة مثل الإنكار والتكوين العكسي والإلغاء ... إلخ.

وقد يستعين المرشد بوسائل مساعدة في عملية التنفيس الانفعالي، فقد كان فرويد Freud يستعين بالإيحاء أثناء التنويم، ثم لجأ إلى الإيحاء أثناء اليقظة، ثم انتقد هو نفسه هذا الأسلوب لأن بعض العملاء لا يمكن تنويمهم، ولأن هذا الأسلوب يتضمن إقحام مؤثرات نفسية خارجية على العميل عليه أن يتقبلها دون مناقشة، ومن ثم فهي تقرب إلى أن تكون عملية "تضليل نفسي" منها أن تكون عملية إرشاد نفسي. وهكذا لجأ فرويد إلى التداعي الحر أو الترابط الطليق كوسيلة مساعدة للتنفيس الانفعالي.

فوائد التنفيس الانفعالي في عملية الإرشاد:

يفيد التنفيس الانفعالي في عملية الإرشاد على النحو التالي:

- تخفيف ضغط الكبت حتى لا يحدث انفجار وحتى لا يتصدع وينهار بناء الشخصية١.

- التخلص من التوتر الانفعالي، عندما يحدث لدى العميل ما يشبه "الانفتاح الانفعالي".

- اختفاء أعراض العصاب.

- إزاحة الحمولة النفسية الانفعالية الزائدة عن كاهل العميل ونحن نعلم أن الخبرات النفسية والأحداث الشخصية والذكريات والصراعات اللاشعورية بمصاحبتها الانفعالية المكبوتة تعتبر بمثابة حمولة نفسية داخلية. ولا بد أن تتناسب الحمولة النفسية للعميل مع قوته وطاقته وقدرته على التحمل، ويفيد التنفيس الانفعالي في التخلص من الحمولة النفسية والشحنة الانفعالية الزائدة عن طاقة التحمل وخاصة إذا كانت القوة محدودة ومع مرور الزمن.


١ يقول حسان بن ثابت:
يجيش بما فيه لنا الصدر مثلما ... تجيش بما فيها من اللهب القدر
ويقول الشاعر الأسمر:
دعوه يصارحكم بمكتوم صدره ... فثائر بركان والا صدر كاتم
وأفتك عندي من قذائف مدفع ... حبيس كلام كالشجا في الحلاقم

<<  <   >  >>