للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شخصيا ثائرا على سلطة الشرطة لخبرات سيئة مع عدد معين من أفرادها، فخرج إلى الشارع للاشتباك معهم ولكنه لم يجدهم فقد أنهوا دوريتهم، ووجد شرطيا واحدا فاشتبك معه لأنه الشرطي المتاح وصب عليه جام غضبه، إن هذا الشرطي الذي تلقى كل الغضب ليس مقصودا شخصيا ولكنه يمثل أفراد الشرطة الآخرين الذين قصدوا أصلا، ولكنهم ليسوا متاحين، وهو فقط الشخص المتاح.

هذا ويعزى التحويل إلى أسباب منها ما يلي:

- يفتقر العميل في حياته إلى دور خاص ويعتبر خلو حياته من هذا الدور جزءا من مشكلته، ولا تكاد تتقدم العلاقة الإرشادية حتى يضع المرشد في هذا الدور بكل الانفعالات التي ترتبط به. ومن أمثلة هذه الأدوار دور الوالد أو دور الحبيب ... إلخ.

- يفسر أصحاب مدرسة التحليل النفسي التحويل بأن العميل يحيي انفعالاته الماضية بإزاء الأشخاص المحيطين به ويحياها مع المرشد. أي أنه من خلال عملية التحويل، يعيد العميل، تمثيل هذه الانفعالات التي حدثت في الطفولة، ويرى بعض هؤلاء أن عملية التحويل تشير إلى الخبرات الانفعالية المحبطة مع الوالدين والإخوة أو الزوج أو المحبوب أو الرؤساء أو المدرسين أو الأصدقاء أو الزملاء ... إلخ.

وعلى الرغم من أن التحويل طارئ مهدد لعملية الإرشاد، إلا أنه يمكن للمرشد استغلاله في عملية الإرشاد مؤقتا على النحو التالي:

- تحليل سلوك العميل في موقف التحويل، وفهم الكثير عن حياته الانفعالية، وذلك بدراسة السلوك المتكرر خلال عملية التحويل كعينة سلوكية حية، وخاصة أن عملية التحويل تكون تحت الضبط.

- المساعدة في عملية التنفيس والتطهير الانفعالي لانفعالات مكبوتة عند العميل.

- التغلب على مقاومة العميل، وفي استدراج انفعالاته المكبوتة، ما يتيح فهما أوضح لديناميات الشخصية والاضطراب.

- القضاء على العصاب، وذلك لأنه يتيح للانفعالات الموجبة أو السالبة أو المختلطة فرصة الظهور والتحقق، وبذلك يمكن السيطرة عليها وضبطها وتوجيهها التوجيه السليم.

ويجب على المرشد تحليل التحويل Transference Analysis أي تحرير العميل من التحويل الانفعالي، ويتم ذلك بتفسير التحويل وبيان سببه للعميل وإيضاح أن انفعالاته هذه ليس

<<  <   >  >>