للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما عن تأليف موضوع أو قصة التمثيلية النفسية، فيقوم به العملاء أنفسهم مسبقا، وقد يكون التأليف تلقائيا حسب ما يقتضيه الموقف، وفي بعض الحالات قد يساعد المرشد في التأليف، أما عن الحوار "أو السيناريو" فلا يعد لقصة التمثيلية حوار، ولكن يترك ذلك لتلقائية وابتكار العملاء أثناء التمثيل.

أما عن الأدوار التي يلعبها العملاء في التمثيلية، فيمكن أن تتعدد لتغطي أدوار مثل: دور العميل كما هو في الحياة العملية فعلا، ودور المريض النفسي كما يعتقد أن الناس يرونه، ودور المرشد، ودور شخص مهم في حياة العميل كالوالد أو الولد أو الأخ أو المعلم أو التلميذ أو الرئيس أو المرءوس أو الزوج أو الفتى أو الفتاة أو الجار ... إلخ، ودور شخص معاكس مثل قيام العميل العدواني بدور مسالم أو العميل المنطوي بدور انبساطي، أو المرءوس بدور رئيسه أو الابن بدور الأب أو الزوج بدور الزوجة "والعكس".

أما عن الإخراج، فيقوم به أحد العملاء، وقد يساعده بعض زملائه، وقد يشترك المرشد معهم بما يظهر تفاصيل الموقف ويمكن من تخطيط وتحديد كافة الأدوار التي توزع على المشتركين في التمثيل لإظهار أنماط السلوك اللاتوافقي حتى يمكن ضبطه وتقييمه وتقويمه.

والممثلون هم العملاء أنفسهم، ويكون لأحدهم دور البطل الرئيسي أو الشخصية الرئيسية، ويمثل باقي الأعضاء دور الأشخاص المهمين في حياته مثل الوالدين والإخوة والزوج والرئيس ... وغيرهم. وقد يشترك المرشد وغيره من أعضاء فريق الإرشاد في التمثيل بغرض التوجيه والتفسير. ويجب إسناد الأدوار بحرص إلى العملاء، بحيث تكون متدرجة في العنف بما يضمن الاستمرار وعدم الانهيار وهذا يتطلب إثارة الدافع القوي لدى العملاء للقيام بتمثيل الأدوار بحيث يعرفون أن ذلك يؤدي إلى التخلص من القلق والإحباط، وحل الصراع في مواقف تشبه مواقف الحياة الواقعية ويمكنهم من تحقيق ذاتهم في موقف اجتماعي.

وفي عملية التمثيل، يحسن أن يختار كل عضو الدور الذي يرغب في تمثيله، وأهم ما يطلب من الممثلين هو الاندماج الكامل في المشاهد التمثيلية، أي ألا يمثلوا ولكن يكون سلوكهم معبرا عن أفكارهم الخاصة الحقيقية بتلقائية، وحرية كاملة، وأن تبتكر المشاهد التمثيلية ابتكارا أثناء التمثيل. ومما يلاحظ أن العملاء يسلكون سلوكا أقرب إلى الواقع منه إلى التمثيل، فهم ليسوا ممثلين محترفين.

ويكون المتفرجون غالبا من أعضاء الجماعة الإرشادية وأعضاء فريق الإرشاد.

وبعد التمثيل، يبدأ الممثلون والمتفرجون في مناقشة أحداث التمثيلية "من ناحية السلوك وليس من الناحية الفنية"، والتعليق عليها ونقدها، واستعراض ما يمكن استنتاجه من مواقف الممثلين وخبراتهم ومشكلاتهم، وما يظهر من اتجاهات وتجارب ... إلخ.

<<  <   >  >>