وهكذا مع تكرار العقاب "الخبرة المنفرة" يتم كف الكلام الملجلج.
الثواب والعقاب Reward & Punishment:
يفضل عدم استخدام أسلوب العقاب وحدة لأنه ثبت بالتجربة أنه يعتبر أقل الأساليب فعالية -من جهة نظر الإرشاد والعلاج النفسي- لأن يكف السلوك اللاتوافقي مؤقتا، وقد يؤدي إلى معاودة ظهوره مرة أخرى أو إلى إبداله بسلوك لا توافقي آخر، وقد يؤدي إلى جعل السلوك العام للعميل أكثر اضطرابا لا أكثر توافقا، والمطلوب دائما في عملية الإرشاد والعلاج النفسي هو تعلم سلوك توافقي، وإن كان لا بد من كف السلوك اللاتوافقي بالعقاب فلا بد إذن من أن يلازمه تعلم سلوك توافقي جديد باستخدام الثواب.
وقد استخدم باريت Barrett؛ "١٩٦٢" أسلوب الثواب والعقاب في حالات الأزمات "مثل تحريك الرقبة وهز الكتفين وحركات الوجه وغيرها" وذلك باستعمال جهاز تسجيل يسمع منه العميل موسيقى محببة "ثواب" ما دام متوقفا عن إتيان اللازمة، وكلما قام بإتيان اللازمة توقفت الموسيقى وسمع بدلا منها ضوضاء منفرة "عقاب" وإذا توقف العميل عن إتيان اللازمة اختفت الضوضاء وعادت الموسيقى ... وهكذا حتى تختفي اللازمة.
تدريب الإغفال "الإطفاء" Omission Training:
في هذا الأسلوب يحاول المرشد محو السلوك غير المتوافق وذلك بإغفاله "أي غياب التعزيز" حتى ينطفئ السلوك غير المتوافق "أي يتضاءل تدريجيا حتى يختفي".
وقد استخدم هذا الأسلوب بنجاح في علاج بعض حالات الاضطرابات النفسية الجسمية، كما حدث في حالة فتاة شابة كانت تعاني من التهاب جلدي عصبي "نفسي جسمي" كان يحقق لها فائدة "إثابة" وهي اهتمام الأسرة كلها وخاصة خطيبها، وهذا ما كانت تحتاجه الفتاة، وتم العلاج بإعطاء أسرتها وخطيبها تعليمات بإغفال الموضوع تمام وإهماله وعدم استخدام الأدوية وإغفال الألم، وذلك لإزالة مصدر التعزيز الذي دعم الاستجابة. وهكذا حدث إطفاء للاستجابة في غياب الثواب والتعزيز، وبعد شهرين تحسنت الحالة، وتم شفاؤها بعد ثلاثة أشهر "والتون Walton؛ ١٩٦٠".
الإطفاء والتعزيز Extinction & Reinforcement:
قليلا ما يستخدم أسلوب تدريب الإغفال "الإطفاء" وحده إلا إذا صاحبه أسلوب آخر مثل الثواب أو التعزيز، وقد استخدم كل من الإطفاء والتعزيز أملا في تسهيل محو السلوك غير المرغوب وتعلم السلوك المطلوب.