للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المواطنين الصالحين الأصحاء جسميا ونفسيا. ولذلك نجد من طريق الإرشاد طريقة اتخذت لنفسها اسما من هذا الواقع، وهي طريقة الإرشاد خلال العملية التربوية، التي تعتبر أكثر الطرق فائدة وعملية بالنسبة للمربين.

ولقد اهتم الكثيرون من الكتاب بطريقة الإرشاد خلال العملية التربوية، فنجد الكثير من الكتب بهذا العنوان، تركز على الإرشاد في المدرسة، ونجد الكثير من المدارس تتخصص في التربية الإرشادية أو التربية العلاجية١ كذلك اهتم الكثيرون من الدارسين والباحثين بهذه الطريقة "تيلور Taylor؛ ١٩٧١".

ولا تقصد هذه الطريقة أن تتحول العملية التربوية إلى عملية إرشاد نفسي، ولكنها تقصد إلى إدماج خدمات الإرشاد النفسي ضمن العملية التربوية.

والإرشاد خلال العملية التربوية هو تقديم الخدمات الإرشادية مندمجة في ومن خلال العملية التربوية ككل في إطار برنامج محدد، بحيث تتفق أهداف العملية الإرشادية مع أهداف العملية التربوية ككل.

أسس الإرشاد خلال العملية التربوية:

نحن نعلم أن التربية عملية حياة يتعلم فيها الفرد الحياة عن طريق نشاطه وبتوجيه وإرشاد من المربي، والفرد -وهو يعيش حياته- يحتاج إلى إشراف على نموه ويحتاج إلى العلم والتربية، وهو أيضا -وهو يعيش حياته- يحتاج إلى تعلم مهارات اجتماعية، ومن مسئوليات المدرسة كما نعلم تقديم جرعة تربوية شاملة تؤدي إلى النمو العام، في تعاون مع الأسرة ووسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات التربوية.

والتربية عملية هامة توجه لتحقيق التوافق النفسي بصفة عامة كهدف هام ضمن أهدافها. ويجب تعليم الفرد كيف يحقق التوازن بينه وبين البيئة والمجال الذي يعيش فيه حتى يشعر بالسعادة شخصيا واجتماعيا كإنسان صالح. ويعرف هذا الاتجاه التربوي باسم "التربية من أجل التوافق".

والتربية عملية تهتم بإعداد الإنسان الصالح القادر على مواجهة وحل المشكلات العامة والاجتماعية والشخصية في الحياة.

كذلك فإن هناك تشابها "وليس تطابقا" بين العملية التربوية وعملية الإرشاد النفسي هدفا ووظيفة واستراتيجية ومنهجا، فكلتاهما تسعيان إلى تحقيق التوافق والسعادة في


١ من الأمثلة على ذلك: The Marianne Frostig School of Education Therapy, Los Angles. التي تهتم بصفة خاصة بتربية وإرشاد وعلاج من لديهم صعوبات في التعلم والمعوقين.

<<  <   >  >>