وهكذا نجد أن النشاط المدرسي يتيح فرصة تعامل المعلمين والمرشدين مع تلاميذهم في جو اجتماعي مناسب لعملية الإرشاد بعيدا عن حدود الفصل والمواد الدراسية وفي إطار من النشاط المحبب إلى الطلاب، وكذلك فإن النشاط المدرسي يمثل قنطرة عبور بين المدرسة والأسرة والمجتمع، ويمكن من التعاون بين مصادر هذه الجهات الثلاث مما يساعد في عملية الإرشاد ويثريها، ويتمثل ذلك في مجالس الآباء والمعلمين، والآباء والمرشدين.
الإرشاد في الفصول:
المعلم وتلاميذه في الفصل يكونون جماعة عادية، والتلاميذ العاديون في أي فصل يحتاجون إلى الإرشاد كحاجة أساسية.
وهناك الكثير من أوجه النشاط التربوي التي يستطيع المعلم المرشد أن يقدم خدمات الإرشاد النفسي في الفصل من خلالها، وبعض هذه الخدمات قد يقدم على مستوى الفصل كجماعة، وبعضها قد يقدم على مستوى فردي، والمعلم في هذه الحالة يجب أن يتخلص من قيود التقيد بالتدريس، التقليدي الذي يحصر نشاطه في تدريس المادة الدراسية فحسب.
والمعلم في الفصل يقوم بعملية الإرشاد ولو على أساس المنهج الوقائي، فيتناول مشكلات الشباب ومشكلات المدرسة ومشكلات الأسرة ... إلخ.
وهناك فصول تضم فئات خاصة من الطلاب، مثل المتفوقين أو المتخلفين دراسيا أو بطيئي التعلم أو المشاغبين أو المعوقين كالعميان أو الصم أو البكم، وهؤلاء يحتاجون إلى معلم مرشد يطوع العملية التربوية بحيث تتضمن الإرشاد النفسي الملائم للفئة الخاصة التي يتعامل معها.
ويمكن تنظيم فصول خاصة للإرشاد الجماعي لبعض الحالات الخاصة التي تحتاج إلى اهتمام وتركيز خاص، ويطلق عليها في إطار المدرسة -كما في أمريكا مثلا- اسم "الحجرات المنزلية Homerooms أو "الدراسات الخاصة" Special Courses.