في استخدام الآلة والتحكم الآلي واستخدام اليد الأوتوماتيكية ... إلخ يزدد وقت الفراغ، ومع التقدم العلمي كذلك يزداد متوسط العمر وتزداد بالتالي أهمية شغله واستغلاله.
ووقت الفراغ هو الوقت الحر لدى الفرد الذي لا يقضيه في أي نشاط لكسب عيشه كما في العمل أو للمعيشة كما في الأكل والنوم، وهو الوقت الذي يقضيه الفرد في ممارسة الهويات، والترويح والتسلية وتجديد النشاط بالرياضة والاستجمام.
ولقد كان وقت الفراغ فيما مضى متوافرا جدا لدى أفراد الطبقة الأريستوقراطية من الأغنياء، أما الآن فربما نجد الأغنياء هم أكثر الناس انشغالا بالعمل والإنتاج، وقليلا ما يتوافر لديهم وقت فراغ، وفي نفس الوقت فإن عصرنا الحاضر والمستقبل القريب يزداد فيه وقت الفراغ بالنسبة للغالبية العظمى من الناس، إذ تتناقص ساعات العمل في الأسبوع.
وعلى العموم، فكما أن زيادة وقت الفراغ مشكلة، فإن نقصه كذلك مشكلة، لأن الفرد الذي ليس لديه وقت فراغ لا يجد فرصة الاستجمام والاسترخاء والتسلية والترفيه عن النفس.
ويقول آرثر جونز Jones؛ "١٩٧٠" إن مرشد المستقبل ربما يجد أن الإرشاد وقت الفراغ سيأخذ وقتا منه أكثر من الإرشاد المهني نفسه.
والإرشاد وقت الفراغ هو استغلال وقت الفراغ الحر الذي لا يحتاجه الفرد لكسب عيشه، واستخدام نشاط وقت الفراغ في عملية الإرشاد تشخيصيا وإرشاديا، وهو طريقة ممتازة "خفيفة الظل"، وبالنسبة للعملاء الذين لا يحبون الإرشاد في عياداته أو مراكزه.
أسس الإرشاد وقت الفراغ:
يقوم الإرشاد وقت الفراغ على أسس تبين ضرورته الملحة حتى ينصرف إلى سلوك موجه ويملأ بنشاط مخطط يعود بالنفع، وذلك لعدة اعتبارات أهمها ما يلي:
- وقت الفراغ ليس وقت لهو. إنه سلوك جاد. ولكنه خارج عن العمل وليس إجباريا.
- وقت الفراغ ضروري للراحة والاستجمام، وأن حسن تنظيمه وشغله بما يحبه الأفراد يؤدي إلى الراحة النفسية وإلى زيادة الإنتاج، لأنه يقطع روتين العمل ويقضي على التعب والملل.
- الفرد لو ترك لطبيعته الخيرة لاستغل وقت فراغه في نشاط إيجابي بناء، ولكنه قد يتعرض لعوامل بيئية اجتماعية تؤدي إلى توجيهه إلى نشاط سلبي هدام.