ونحن نتناوله هنا لأنه موجود فعلا. فهو يستغل أي فرصة تستنح لتقديم أي قدر من الخدمات، حتى إذا لم تنفع كثيرا، فهي تنفع قليلا، ولا تضر، خاصة إذا قدمت الخدمة في اللحظة السيكلوجية المناسبة.
ويستخدم الإرشاد العرضي مع بعض الحالات التي لا يحتاج الأمر فيها إلا إلى إرشاد سريع ومختصر، كما في حالات سوء التوافق الوقتي أو اضطراب الشخصية العابر والانحراف العارض والمواقف الطارئة.
ويرى معظم المرشدين أن طريقة الإرشاد العرضي يجب ألا تستخدم إلا في أضيق الحدود، وحين لا تتوافر الإمكانات، أو حين لا تستدعي الحالة، وعندما يكون وقت المرشد محدودا، أو عندما يكون المرشد غير مقيم.
نقد الإرشاد العرضي:
يكاد نقد الإرشاد العرضي يأخذ شكل الهجوم على خط مستقيم، وفيما يلي بعض نقاط الهجوم.
- يشبهه البعض بأنه عملية هشة كالثوب المهلهل، هو ثوب شكلا ولكنه مهلهل.
- لا يقبل كثيرا، بمقارنته بطرق الإرشاد الأخرى مثل الإرشاد النفسي الديني أو الإرشاد غير المباشر أو الإرشاد السلوكي وغيرها من الطرق التي تتضمن جهدا كبيرا وتحدث أثرا ملموسا للتغيير الواضح في سلوك العميل.
- هو إرشاد ناقص أو غير متكامل، كثير المحذوفات والفجوات، ويتغاضى عن كثير من إجراءت عملية الإرشاد، ويقتصر في الأغلب والأعم على تناول مجال محدود من مجالات الحياة أو المشكلات، ويتجاهل باقي النواحي، ولذلك فهو ضعيف "لا يسمن ولا يغني من جوع".
- يعتبر طريقة "إرشاد على الماشي" أو "إرشاد على قدر ما قسم" ولذلك فهو غير مقبول علميا، لأنه لا يزيد عن كونه نوعا من "إرشاد المصاطب".
وعلى الرغم من هذا فإن الإرشاد العرضي له بعض القيمة، ولو بطريقة "رائحة البر ولا عدمه" إنه يقطع بعض الشوط في الطريق والاتجاه الصحيح، إلا أن مدى المضي ليس كافيا ولا يصل إلى الهدف المنشود. وإنه باختصار أحسن من لا شيء.