والإرشاد الذاتي هو إرشاد الفرد لذاته، دون مرشد، وهو ممارسة ذاتية للإرشاد، وهو جهد شخصي يقوم به العميل بنفسه لتوجيه عملية الإرشاد دون الحاجة إلى الالتجاء المباشر أو المستمر إلى المرشد النفسي، إلا في حالات وأوقات قليلة، وعند الضرورة حيث يصبح "إرشاد ذاتي بتوجيه المرشد".
والإرشاد الذاتي في جوهره أسلوب للتوجيه الذاتي وللضبط الذاتي للسلوك Self control، يكون فيه الفرد إيجابيا وفعالا في ضبط مشاعره والتحكم في تصرفاته.
ويؤكد دونالد ماتسون Mattson؛ ١٩٩٤" أهمية الإرشاد الذاتي وفعاليته.
ويعتمد الضبط الذاتي على قوة الإرادة "الذاتية" Will ونحن نعرف أن الإرادة هي استطاعة الفاعلية بحرية واختيار، والتحكم الشعوري في الدوافع، وتوجيه الذات والسلوك السوي المنضبط لتحقيق الأهداف وتنمية الذات. وتتطلب قوة الإرادة الذاتية مبادأة وجهدا ومجاهدة ومثابرة، لتقوية السلوك المرغوب وتعديل السلوك المرهوب "السيئ".
وتؤكد ديبوراه كينيت Kennett؛ "١٩٩٤" أهمية المثابرة المتعلمة من خلال الاعتماد على الذات.
أسس الإرشاد الذاتي:
من أهم الأسس التي يقوم عليها الإرشاد الذاتي، ما يلي:
- الإنسان قادر على توجيه ذاته، وعلى ضبط سلوكه، ويؤكد ذلك علماء النفس الإنساني، ومنهم كارل روجرز Rogers، الذي يؤكد أن العميل هو الشخص الإيجابي، صاحب الدور الرئيسي والفعال في عملية الإرشاد النفسي.
- الإنسان قادر على التعلم الذاتي وعلى توظيف وتنمية استعداداته وإمكاناته وقدراته.
- الإنسان يستطيع التعديل الذاتي لمعظم أفعاله، وتغيير معظم العوامل البيئية المؤثرة، ووضع نفسه في ظروف بيئية تيسر إحداث التغيرات المطلوبة.
- محددات الضبط الذاتي جزء من محددات الضبط السلوكي بشكل عام.
- الإنسان لديه دافع نحو الارتقاء وتحقيق الذات.
- الإنسان لديه القدرة على تنمية ذاته وتوجيهها، وعلى الاختيار وحل المشكلات.
أساليب الإرشاد الذاتي:
تشير الدراسات والبحوث منذ الستينات إلى أهمية استخدام الإرشاد المبرمج Programmed Counselling كوسيلة للإرشاد الذاتي، وكبديل أو مصاحب للإرشاد وجها