هنا يتعامل المرشد مع طرق الإرشاد النفسي في حياد، ولا يتحيز لطريقة معينة دون غيرها ويعتبرها طريقة الطرق. فالمرشد أمامه طرق متعددة ومختلفة الأساليب، لكنها متفقة الأهداف، ولكل منها مزايا وعيوب. ولكل منها استخدمات، وعليه أن يختار من بينها في مرونة، وذكاء ما يناسبه ويناسب الحالة والمشكلة وظروف عملية الإرشاد، والمرشد الذي يتبع هذا الأسلوب لا بد أن يكون مرنا وحريصا حين ينتقل من طريقة إلى أخرى أثناء عملية الإرشاد حين يجد أن طريقة ما لا تناسب فينتقل في هدوء وبذكاء وخبرة إلى طريقة أخرى.
الجمع بين الطرق:
قد يجمع المرشد بين عدد من الطرق، فيختار من كل طريقة أفضل ما فيها أو أنسب ما فيها، ويوفق بينها ويصهرها معا في مركب أكثر فائدة من أي منها منفردة. وهو حين يعمل ذلك يبدو وكأنه نحلة يأخذ من كل الثمرات الأطيب ثم يعطي ما فيه شفاء للناس.
نقد الإرشاد الخياري:
تتلخص أهم مزايا الإرشاد الخياري فيما يلي:
- يهدف إلى تحقيق أكبر فائدة إرشادية بأية طريقة.
- يمثل الانتفاح العقلي بدون تحيز أو جمود فكري.
- يوسع أفق المرشد ويجعله يحترم كل الطرق، ويجعله أكثر حيوية من الناحية المنهجية.
- يمكن المرشد من تقديم خدمات الإرشاد بطريقة أكثر فعالية.
- يزيل الملل والروتينية بالنسبة للمرشد، وينوع خبراته.
وعلى الرغم من مزايا الإرشاد الخياري، فإن له عيوبا منها:
أنه ليس له فلسفة ثابتة، ولا تتحدد فيه بوضوح معالم عملية الإرشاد.
- يقال إن المرشد الذي يدعي أنه يعرف كل الطرق لا يمكن أن يجيدها جميعا، وينطبق عليه المثل: صاحب بالين كذاب Jack of all tades master of none وعلاوة على ذلك فنادرا ما نجد مرشدا لا يفضل طريقة على سائر الطرق وإن ادعى أنه خياري.