والهدف واحد بالنسبة لطرق الإرشاد المتعددة والمختلفة، وهو تحقيق أهداف عملية الإرشاد. ففي مجال الطاقة مثلا، الهدف هو إنتاجها، وتتعدد الطرق وتختلف، فمنها استخدام الماء والبترول والذرة والهواء والشمس، وهناك فروق بينها تؤدي إلى تفضيل بعضها على بعض مثل التوافر والتكلفة، وكل دولة تحصل على الطاقة من المصادر المتاحة والأرخص حسب ظروفها، ومصادرها، وهكذا الحال بالنسبة للإرشاد النفسي.
وقد داب بعض الباحثين على دراسة الاختلافات بين طرق الإرشاد من حيث درجة فعاليتها، ومن هؤلاء هورن Horne؛ "١٩٧٢"، فقد درس الفروق بين ثلاث طرق إرشادية، ولها طريقة قديمة تقوم على إرشاد البصيرة أو الإرشاد النفسي الدينامي، والثانية والثالثة من أسالب طريقة الإرشاد السلوكي، "التحصين التدريجي، والكف المتبادل" ودرس أثر هذه الطرق في خفض قلق الامتحان، ووجد هورن أنه على الرغم من اختلاف هذه الطرق إلا أن كلا منها يؤثر تأثيرا ملحوظا في خفض قلق الامتحان رغم الفروق والاختلافات بينها.
أما عن أسباب الاختلافات بين طرق الإرشاد، فأهمها ما يلي:
- تعدد مفاهيم الإرشاد: وهذا واضح من تعدد المدارس التي تؤكد نواحي معينة دون الأخرى، وجود مدارس تؤكد على الإرشاد النفسي كعلم أكثر منه فن، وأخرى تؤكد عليه كفن أكثر منه علم، وثالثة تأخذ موقفا وسطا فتعتبره فن تطبيق علم.
- تعدد نظريات الإرشاد: واختلاف وجهات نظر العلماء أصحاب هذه النظرية من حيث بحوثهم ودراساتهم وحتى ثقافاتهم وجنسياتهم ودياناتهم، وكل نظرية يتحمس لها البعض ويفضلون طريقة الإرشاد المرتبطة بها.
- تعدد مجالات الإرشاد: وهي -كما سنرى في الفصل القادم- تتعدد، فمنها الإرشاد العلاجي والإرشاد التربوي والإرشاد المهني ... إلخ. وكل من المجالات المتعددة يتناول مشكلات خاصة تناسبها بعض الطرق بدرجة أفضل من طرق أخرى.
- النمو السريع لعلم النفس: والإرشاد النفسي أحد ميادينه، مما يجعل بعض طرق الإرشاد القديمة تتخذ مكانها مصونة في متحف علم النفس، ويجعل لها قيمة تاريخية فقط.