وقبل التسعينات كان تدخل المرشدين النفسيين في التشخيص والعلاج للاضطرابات النفسية والانفعالية يلقى مقاومة شديدة. ومع بداية التسعينات، دخلت مفاهيم الصحة النفسية والعلاج النفسي بشكل واضح في مناهج ومقررات إعداد المرشدين النفسيين. "دافيد بروكس Brooks؛ ١٩٩١".
ومنذ الستينات -في الولايات المتحدة الأمريكية- سمح قانون مراكز المجتمع للصحة النفسية سنة ١٩٦٣ بإنشاء مراكز علاجية مجتمعية كبدائل لنظام المستشفيات الحكومية التي كانت حجر الزاوية لتقديم خدمات الصحة النفسية منذ بداية هذا القرن.
وأصبحت مراكز المجتمع للصحة النفسية تضم فريقا من الأخصائيين يتكون من المعالج النفسي، والطبيب النفسي، والأخصائي النفسي، والأخصائي الاجتماعي، وهيئة التمريض، ثم ضمت هذه المراكز المرشدين النفسيين "على مستوى الدكتوراة".
ووجد المرشدون النفسيون أنهم أصبح لهم مكانا في مراكز المجتمع للصحة النفسية، واندمجوا في برامج تدريب أثناء الخدمة تحت الإشراف الكلينيكي.
واستجابة للحاجة المتزايدة للمرشدين النفسيين الذين يعملون في عيادات مراكز المجتمع للصحة النفسية، تطورت برامج إعداد المرشدين النفسيين وأدخلت مقررات الأمراض النفسية والتشخيص والعلاج النفسي.
وعلى الرغم من كل هذا، فقد ظل المرشدون النفسيون الذين يعملون في مراكز المجتمع للصحة النفسية ينظر إليهم على أنهم مهنيون هامشيون Paraprofessional، ينقصهم تنظيم مهني يستجيب لاهتماماتهم، وحاجاتهم ويرعى مصالحهم. ولم تكن جمعية الموجهين النفسيين الأمريكية تتضمن قسما للمرشدين الذين يعملون في مؤسسات الصحة النفسية.
وفي نوفمبر سنة ١٩٧٦ تم تأسيس الجمعية الأمريكية لمرشدي الصحة النفسية "American Mental Health Counselors Association" "AMHCA" كجمعية مهنية للمرشدين العاملين في مجال الصحة النفسية، وعملت منذ تأسيسها على تحقيق هوية مهنية لمرشدي الصحة النفسية، وأصبح مصطلح "مرشد الصحة النفسية" Mental Health Counsellor مصطلحا معترفا به ومتداولا. "جاري سيلر، وجيمس ميسينا Seilier & Messina؛ ١٩٧٩".
وهكذا أصبح إرشاد الصحة النفسية، ومرشدو الصحة النفسية شيئا له كيانه وقبوله، وعقدت جمعية مرشدي الصحة النفسية أول مؤتمراتها القومية في مارس ١٩٧٨.