للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمعلم وهو يعلم مادة تخصصه، لا يمكن يقف متفرجا على من يحتاج من طلابه إلى الإرشاد النفسي. والمعلم في كثير من الأحيان يكون أقدر على مساعدة طلابه حتى من بعض الخبراء المختصين الذين قد يكون الطالب مجرد شخص غريب بالنسبة لهم قبل جلسات الإرشاد التي قد تكون قصيرة ومحدودة.

والمعلم المرشد هو التطوير الجديد لشخصية المعلم القديم التقليدي الذي كان يهتم فقط بتدريس مادة تخصصه، وهو دور جديد للمعلم العصري الحديث المتطور، الذي يدرب على خدمات التوجيه والإرشاد. والمعلم المرشد ليس حلا وسطا بين المعلم من جهة والمرشد من جهة أخرى، وهو ليس توليفه من الدورين.

وهكذا نرى أن دور المعلم المرشد دور مزدوج، يحتمه أمران: أولهما أن التربية التقدمية الحديثة تتطلب قيام المعلم بهذا الدور المزدوج، وثانيهما هو نقص عدد المرشدين النفسيين في المدارس حتى الآن. وبهذا يكون المعلم المرشد هو محور العملية التربوية الإرشادية المتكاملة.

ولنا ملاحظة، وهي أن المعلم المرشد هو أولا وقبل كل شيء معلم مادة، وليس مرشد متفرغا. إنه يقوم بعملية التدريس، وفي نفس الوقت يقوم ببعض عمليات الإرشاد، ليس فقط في حالة غيبة المرشد، ولكن أيضا للتعاون معه في فريق الإرشاد. وعلى الرغم من ممارسة المعلم المرشد بعض عمليات الإرشاد إلا أنه يجب ألا يتحول إلى مرشد عن طريق الممارسة، بطريقة تحول بعض معلمي المواد الاجتماعية إلى معلمي لغات أجنبية بحكم الممارسة. وحتى وهو يعمل كمعلم مرشد فله حدود يجب ألا يتخطاها، فمثلا لا يستخدم إلا ما يجيد من وسائل الإرشاد، ولا يحاول الدخول في مجال الإرشاد العلاجي، إن المعلم المرشد كالوالد الذي يطبب أصبع ولده المجروح، هذا واجب الوالد ويستفيد في هذه العملية بالثقافة الطبية العامة، وهذا أمر بسيط يستطيع ويجب عليه القيام به، ولا يحتاج إلى طبيب، وطبعا لا يمكن أن يعي الوالد أنه أصبح طبيبا لأنه قام بعملية فيها بعض الطب. وللوالد هنا حدود يقف عندها، فعليه أن يأخذ ولده إلى المستشفى لو كان الأمر يحتاج إلى عملية جراحية لا بد أن يقوم بها جراح مختص، وهكذا الحال بالنسبة للمعلم المرشد حين يقوم بما يجب أن يقوم به في حدود إعداده واختصاصه، ثم إحالة ما يحتاج إلى تخصص أكثر إلى مرشد.

إعداده:

يعد المعلم المرشد في كليات التربية، مع ضرورة الاهتمام بانتقاء وتدريب المعلمين في تلك الكليات.

وبالإضافة إلى مادة تخصصه، وبالإضافة إلى مواد الإعداد التربوي والنفسي، وبالإضافة إلى

<<  <   >  >>