ولاشتراك الوالدين واعتبارهما مسئولين في عملية الإرشاد مبرراته: فهما مسئولان عن نمو شخصية الولد وعن عملية تنشئته اجتماعيا. وهما اللذان يتوليان مسئولية التربية قبل سن المدرسة وحتى بعد دخول المدرسة، حيث يتردد الولد دائما بين الأسرة والمدرسة أو مكان العمل. هذا وقد يكون الوالدان سببا من أسباب بعض المشكلات، وقد يكون الولد عرضا من أعراض اضطراب الوالدين أو الأسرة بكاملها، كذلك فإن أي جهود إرشادية ووقائية لا يمكن أن تتم بنجاح دون تعاون الوالدين. هذا بالإضافة إلى أن بعض الحقائق عن الأولاد لا يمكن مطلقا معرفتها إلا من الوالدين.
ويلاحظ أن الاتصال بالوالدين في إرشاد الأطفال أمر ضروري وواجب، بينما الاتصال بالوالدين في إرشاد الشباب والراشدين مستحب وجائز، ولكنه يخضع لموافقة العميل.
هذا وقد يطلب العميل بنفسه الاتصال بالوالدين، ودعوتهما، لأنه يرى أن لهما علاقة بمشكلته أو أنهما يستطيعان تقديم المساعدة، كذلك قد يرى المرشد ضرورة الاتصال بالوالدين، وهنا يجب أن يستأذن العميل قبل الاتصال بوالديه بخصوص حالته.
وصحيح أنه قد يكون بين الوالدين أخصائيون في التوجيه والإرشاد أو التربية والتعليم أو الخدمة الاجتماعية ... إلخ، وهؤلاء يجب أن يقوموا بدور إرشادي إيجابي أكثر من غيرهم. والوالدان اللذان نقصدهما هنا هما الوالدان العاديان "غير الأخصائيين". ودورهما في التوجيه بالإرشاد ليس دور أخصائيين ولكنه دور معاونين.
وما دام الوالدان يقدمان خدمات توجيهية إرشادية، فإنه من الأفضل الاتصال بهما ودعوتهما للإرشاد مع المرشدين عن رضا، حتى لا يتركان يقدمان خدماتهما بطريقتهما الخاصة.
ومما يوصى به لإنجاح اشتراك الوالدين بفعالية في التوجيه والإرشاد، تعويدهما على الاتصال، والتعاون مع المدرسة باستمرار وليس فقط في حالة تعرض ولدهما لمشكلات.
وهناك بعض الملاحظات يجب وضعها في الحساب بالنسبة لدور الوالدين في عملية الإرشاد، فالوالدان ليسا أخصائيين، ويدخلان كمسئولين ضمن مسئولياتهما الوالدية العامة في رعاية النمو وإمكاناتهما في الإمداد بالمعلومات وفي تقديم بعض خدمات الإرشاد. والوالدن عادة أقل موضوعية في نظرتهما إلى الولد.